كتب سيد توكل:
قال موقع "ميدل إيست أي" البريطاني، إن التسوية التاريخية التي أطلقتها القيادي الشيعي عمار الحكيم، للمصالحة في العراق، لا تلقى ترحيبًا حتى من قبل بعض أطراف الائتلاف الشيعي الحاكم، الأمر الذي يفرغها من مضمونها ويجعلها "اسم بلا مضمون" كما وصفها المحلل السياسي العراقي، أحمد محمود.
من جانبها اعتبرت هيئة علماء المسلمين، أبرز الجهات السنية المعارضة في العراق، وعلى لسان أمينها العام مثنى الضاري، أن هذه المبادرات والتطورات لن تؤتي ثمارها.
وأضاف الضاري: "الخطة نفسها تفتقر لموافقة كافة أطراف الائتلاف الشيعي الحاكم، والدعوة إلى ما يسمى بالتسوية التاريخية أمر مضلل، فلقد تم وضع خطوط التسوية من قبل الحكيم، دون موافقة الأطراف الأخرى داخل الائتلاف الشيعي".
وتساءل الضاري: "هل الحكيم نفسه قادر على قيادة حوار المصالحة؟ الشخص أحد رموز الفساد في عراق ما بعد 2003 ومن بين المستفيدين منه".
وأوضح أمين عام هيئة علماء المسلمين، أن "المشكلة تكمن فيمن يمكنه فرض السلام في المناطق المحررة؟ ثم كيف يطرح تسوية من قبل أصلاً بالمحاصصة التي فرضها الاحتلال ودمر كل إمكانية للوثوق به".
اسم كبير بلا مضمون
وكان الحكيم قد أطلق قبل عدة أشهر مبادرة للتسوية التاريخية بين مختلف المكونات في العراق، داعيًا الجميع إلى "التخلي عن أوهامهم"، مشيرًا إلى أن "المبادرة التي طرحها ستكون مدعومة من قبل بعثة الأمم المتحدة في العراق "يونامي" وأيضًا بوساطة المملكة الأردنية الهاشمية.
ويضيف المحلل السياسي العراقي: "التسوية التاريخية مجرد اسم كبير بلا مضمون، وهو محاولة للهروب بدلاً من إيجاد مصالحة حقيقية".
الأردن كان قد اشترط على الحكيم أن يتم إشراك كافة المعارضين للعملية السياسية في الدعوة للتسوية التاريخية، بما فيهم حزب البعث العراقي، إلا أنه استمر فيما بعد الانقلاب على هذا الشرط الأردني من قبل الحكيم.
ونفى ممثل حزب البعث العراقي، صلاح المختار، أن تكون قد وجهت له أي دعوة، مبينًا أن ما يتم تداوله هو فقط لتسويق المبادرة التي طرحها الحكيم.
وفي إطار سعيه للترويج لمبادرته، التقى الحكيم في زيارتين منفصلتين، بالعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، إضافة إلى لقاءات عقدها مع سياسيين سنة يقيمون في الأردن.
شعارات المظلومية
الكاتب والمفكر الشيعي غالب الشابندر، بدوره سخر في مقابلة تلفزيونية من مبادرة الحكيم واصفًا إياها بأنها "أحدث حليه حله".
وأضاف الشابندر: "يعرف الحكيم أن الشارع العراقي لم يعد بالإمكان السيطرة عليه، والانتخابات قريبة، ولم يعد بالإمكان أن تخفي عمار الحكيم وراء شعارات المظلومية، لأنه هو ظالم، كما أن الوعود بتقديم الخدمات فشلت مرارًا وتكرارًا، ومن هنا رفع شعار التسوية التاريخية".
ووصف الشابندر عمار الحكيم وهمام حمودي، مساعده، بأنهما يمثلان صورتين لـ"البرجوازية"، وغير مناسبين لبدء حوار مصالحة.
الأصوات المعارضة للتسوية التي طرحها الحكيم، شككوا ليس فقط فيما تضمنته المبادرة، وإنما أيضًا في الجهات التي يمكن لها أن تفق وراء مثل هذه المبادرة في هذا التوقيت بالذات.
يقول محمد محمود، المحلل السياسي، إن الوقت الذي طرحت فيه المبادرة يدعو إلى الشك، فهي من وجهة نظره "مناورة سياسية"، مبينًا أن "الحكيم هو آخر من يمكن أن يطرح مبادرة تنقذ العراق، من واقعه الاقتصادي المأزوم والفساد والإرهاب والتدخل الأجنبي".