مصر دون عقول وأبطال.. هروب اللاعبين يكشف الفقر في دولة العسكر

- ‎فيأخبار

  رانيا قناوي
تزايدت في الآونة الأخيرة، قضية هروب اللاعبين المصريين في مختلف ألعاب القوى والألعاب الجماعية للخارج، والتجنيس بجنسيات دول أخرى؛ هربًا من الواقع المرير الذي يعيشه أغلبهم، خاصة في فئة لاعبي الألعاب الفردية، حيث يعمل أغلبهم في حرف بسيطة، كعمال في مطاعم الفول أو مجال المعمار، في ظل تخلي دولة الانقلاب عن دعمهم ورعايتهم، واستبدالهم في تمثيل البلاد بأصحاب الحظوة الذين يكتفون في تمثيل مصر في المسابقات الدولية بشرف الاستمتاع على نفقة الدولة بالسفر للخارج والسياحة.

وانتشر فيروس هروب اللاعبين في العامين الماضيين بشكل كبير، ولم يتوقف على اللاعبين المغمورين فقط، ولكن على بعض نجوم الألعاب الجماعية مثل لاعبي كرة القدم واليد، حتى إن نصف لاعبي المنتخب القطري الأول لكرة اليد من المصريين الهاربين، فضلا عن أن أغلب لاعبي نفس المنتخب للفئات العمرية المختلفة من المصريين.

واستيقظت مصر، اليوم السبت، على خبر جديد عن هروب لاعب جديد في منتخب المصارعة، الذي يواجه اتحادها، برئاسة حسن الحداد، أزمة جديدة؛ بسبب تكرار هروب اللاعبين، حيث تخلف اللاعب أحمد حسن عن العودة مع المنتخب إلى مصر، بعد انتهاء فعاليات بطولة العالم التى أقيمت بفنلندا.
وفوجئ أفراد البعثة بعدم تواجد اللاعب فى الفندق وقت المغادرة، بالإضافة إلى اختفاء جواز السفر الخاص به، رغم أن الجوازات كانت بحوزة المدير الفني، في الوقت الذي يحاول مسئولو اتحاد المصارعة التواصل مع أسرة اللاعب للوقوف على أسباب تخلفه عن العودة مع باقى اللاعبين، بالإضافة إلى كيفية اختفاء جواز السفر.

ظاهرة مرعبة

ووصل الأمر في السنوات الأخيرة، إلى تفريغ المنظومة الرياضية من أي تمثيل مشرف للبلاد؛ بسبب سوء الإدارة وقلة الرعاية، وتراجعت حظوظ البلاد من أي بطولات بعد هروب أغلب اللاعبين لدول أخرى، وتمثيلهم بعد الحصول على الجنسية، حتى إن أنور العماوي، أحد قيادات اتحاد كمال الأجسام، كشف عن أنه يتم بذل جهود كبيرة مع نجوم المنتخب المصري لوقف عملية التجنيس بجنسيات دول خارجية، فى ظل إغراءات كبيرة من الأمريكان وأوروبا وقطر عربيا؛ بسبب ما يعانيه الاتحاد من عدم وجود رعاة للاعبين المصريين فى الألعاب الفردية بصفة عامة، ولاعبي كمال الأجسام بصفة خاصة من قبل رجال الأعمال، فضلا عن معاناة اللاعبين من عدم الاهتمام من الدولة والإعلام، والذى ما زال كما كان قبل 25 يناير، وعدم النظر إلى الألعاب الفردية التى يلعب أبطالها فى ظروف صعبة للغاية.

هروب مستمر

ووصلت عمليات هروب اللاعبين للخارج إلى درجة مرعبة لمنتخب كرة اليد على سبيل المثال لا الحصر، وكان آخرها هروب اللاعب حازم ممدوح، حتى إنه طلب من نظيره القطري إيقاف هروب لاعبي كرة اليد الناشئين من الأندية المصرية إلى الأندية القطرية، وقد أسفر التفاهم عن قيام أحمد الشعبي، رئيس الاتحاد القطري لكرة اليد، بإعادة لاعب منتخب مصر ونادي الزمالك حازم ممدوح، مواليد 98، إلى مصر مرة أخرى، بعد أن سافر اللاعب عن طريق أحد السماسرة المصريين.

كما أُثيرت موجة من الغضب، على خلفية مشاركة اللاعب حسن عواض مع المنتخب القطري لكرة اليد، خلال المباراة التي جمعته بالمنتخب الوطني المصري، وصل الأمر إلى أن يتصدر هاشتاج #حسن_عواض، موقع التغريدات القصيرة "تويتر"، ليهاجمه نشطاء وصفوه بـ"الخائن" و"العميل المزدوج"؛ لتمثيله منتخب مصر في وقتٍ سابق.

ولكن في الكثير من الأحيان لا تتعارض السياسة مع الرياضة، والدليل على ذلك أنه بالرغم من العلاقات غير المستقرة بين دولتي مصر وقطر، قد اختار العديد من اللاعبين اللعب في صفوف فرق قطرية، ولم يكتفوا بذلك، بل مثّلوا منتخب قطر أيضًا بعد أن حصلوا على الجنسية.

حسن عواض

حسن هو ابن عائلة "عواض" الشهيرة في تاريخ كرة اليد المصرية، والتي قدمت للمنتخب المصري والنادي الأهلي كلا من: أشرف عواض وحازم عواض وحسين عواض وغيرهم.

كان حسن من أبرز عناصر المنتخب والأهلي حتى عام 2009، كما لعب لفترة في نادي الجيش عام 2010، قبل أن يقرر الرحيل لما لاقاه من إهمال وعدم تقدير، ما دفعه إلى خطوة التجنيس، وهو ما كشفه في حوارٍ صحفي سابق، ويلعب الآن في صفوف فريق "عنابي"، الحاصل على لقب أفضل فريق عربي في 2015.

أشرف وأحمد أمجد الصيفي

يلعب الشقيقان في صفوف فريق "عنابي الشباب" لألعاب القوى، وهما أبطال في رياضة رمي المطرقة.
حصد أشرف ذهبية البطولة الآسيوية عام 2014 وحصل أخوه على الفضية في نفس المسابقة، التي أُقيمت في التايوان، وأشادت بهما الصحف والمواقع القطرية وقتها، لأنهما استطاعا أن يكونا مثالًا مشرفا للرياضة القطرية رغم ارتباطهما بالامتحانات.

أحمد رجب مرجان

كان مرجان لاعبًا سابقًا في صفوف نادي سبورتنج السكندري، وسافر عن طريق أحد السماسرة المصريين المختصين بتهريب اللاعبين خارج مصر، وقد سافر مرجان للتجنيس فى قطر، ولعب باسم المنتخب القطري للناشئين.

محمود حسب الله

محليًا.. لعب صانع الألعاب صاحب الـ30 عاما مع نادي الأوليمبي السكندري، قبل أن ينتقل للسد القطري ويمثل منتخب قطر.

سبق وشارك مع المنتخب المصري للشباب في حصد المركز السادس في مونديال الشباب الذي استضافته مقدونيا عام 2007، كما مثّل مصر فى كأس الأمم الإفريقية في القاهرة 2010.

معاذ محمد

في فبراير 2015، أعلن أحمد الورداني، نائب رئيس الاتحاد المصري لألعاب القوى، عن هروب لاعب جديد إلى قطر، هو معاذ محمد، لاعب المنتخب المصري لألعاب القوى "رمي القرص"، إلى قطر، للحصول على الجنسية القطرية، وتمثيل منتخب بلاده.

فاز معاذ لقطر بالميدالية الذهبية لمسابقة قذف القرص في ختام منافسات بطولة العالم للشباب والشابات لألعاب القوى، التي أقيمت بمدينة بوجديش البولندية بمشاركة 1518 لاعبا ولاعبة.

فارس حسونة

بدأ صاحب الـ19 عامًا مشواره الرياضي القطري في رفع الأثقال، بناءً على رغبة والداه كابتن إبراهيم حسونة، لاعب المنتخب الوطني المصري السابق، بعد حدوث خلافات مع رئيس اتحاد رفع الأثقال السابق.

وخاض "حسونة" 3 بطولات في آسيا وإيران التأهيلية وبطولة العالم، منذ انتقاله إلى قطر، كما تأهل إلى الأوليمبياد، بعد نجاحه في تحقيق ميداليتين برونزيتين في بطولة العالم لرفع الأثقال التي جرت فعالياتها في مدينة تيبليسي الجورجية بوزن 85 كجم، ويعد أصغر رياضي منافس في الأوليمبياد.

طارق عبدالسلام

شاب مصري يبلغ من العمر 23 عاما، سافر إلى بلغاريا وعمل بائعا للشاورما لكي ينفق على نفسه، وخلال سنوات قليلة حصل على الجنسية وحصد ذهبية بطولة أوروبا للمصارعة المقامة في صربيا بعد تغلبه على بطل روسيا تشينجيز لابازانوف، في المباراة النهائية بنتيجة 4-1 لوزن تحت 75 كيلوغرام.

وطارق كان يلعب لصالح مصر وأصيب في إحدى المباريات، ورفض الاتحاد المصري للمصارعة تحمل نفقات علاجه بحجة أن اللاعب "غير مؤثر" في صفوف المنتخب، وهو ما دفع الشاب المصري إلى السفر لبلغاريا من أجل العلاج على نفقته الخاصة، وتحقيق البطولات هناك.