«تلك النظرة».. تنصيب السلطان “هيثم” أحبط مخططًا شيطانيًّا إماراتيًّا ضد “عُمان”

- ‎فيتقارير

“لا تظن أني على غير نهج قابوس بعاملك.. هو رباك وأنا بكمل دروس التربية!”، ربما كان ذلك ترجمة حرفية للنظرة الحادة لسلطان عمان الجديد، هيثم بن طارق آل سعيد، والتي بادل بها شيطان العرب محمد بن زايد، اليوم، أثناء تلقِّي العزاء في وفاة المغفور له بإذن الله السلطان قابوس بن سعيد.

مات السلطان قابوس لكنّ العُمانيين لن ينسوا مطلقًا أطماع عيال زايد، وعلى رأسهم الشيطان محمد بن زايد، ولي عهد أبو ظبي، الذي لم يستثنِ جارًا أو قريبًا إلا وعَدَاه ودبَّر له الخطط والمكائد، بغية الاستيلاء على الثروات وتحطيم الأوطان، إلا أنَّ السلطان قابوس كان للشيطان بالمرصاد.

الشيطان يغرد

وكتب الشيطان محمد بن زايد تغريدة في رثاء سلطان عمان السابق، قابوس، رصدتها الحرية والعدالة، قال فيها: “فقدت عُمان الشقيقة والأمتان العربية والإسلامية قائدًا حكيمًا، وقامة تاريخية كبيرة، رحم الله السلطان قابوس، رحل عنّا أخٌ عزيزٌ ورفيق درب الشيخ زايد، تقاسما بحكمتهما وإخلاصهما النهوض بشعبيهما وخدمة وطنيهما، نعزي أسرته الكريمة وشعبه، ونسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته”.

وقبل وفاة قابوس كانت اليمن آخر محطات الصراع العماني الإماراتي، ولم تكن خلافات اليمن هي النقطة الرئيسية بين عُمان والإمارات، فقد أشارت تقارير سابقة إلى وجود أطماع قديمة لحكام الإمارات، خصوصا في السنوات العشر الأخيرة.

في العام 2011 تمكّنت السلطات العُمانية من إحباط محاولة انقلاب للإطاحة بالسلطان قابوس بن سعيد؛ عندما اكتشفت خلية التجسّس التي تضم مدنيين وعسكريين لتثبيت نظام موالٍ للإمارات في السلطنة.

وتسعى الإمارات إلى السير نحو تنفيذ مخطط توسّعي على حساب الأراضي العُمانية، وهو ما تحاول القيام به حاليا في الحدود العمانية اليمنية، وتتجاهل الإمارات الظهور بشكل مباشر للحديث عن صراعها مع عُمان، وتكتفي باستخدام وسائل الإعلام المختلفة المموّلة منها، وخصوصا في اليمن، لاتهام عُمان بدعم الحوثيين، وخصوصا عبر المنافذ البرية مع اليمن.

ومن بين تلك المواقع والصحف ما نشره موقع “اليمن الآن”، من اتهام صريح لعمان بوقوفها وراء تهريب السلاح للحوثيين، ويشهد اليمن حربا طاحنة، منذ مارس 2015، بين القوات الحكومية المعترف بها دوليًّا، والتي يشاركها “التحالف السعودي الإماراتي”، وبين الحوثيين الذين يسيطرون منذ نحو 4 سنوات على العاصمة صنعاء ومناطق أخرى، مخلّفة كارثة إنسانية كبيرة، وانتشار الأمراض المعدية كوباء الكوليرا، في مناطق عدة من البلاد.

فشلت المؤامرة!

كان شيطان العرب محمد بن زايد ينتظر على أحرّ من الجمر لحظة الإعلان عن وفاة سلطان عمان قابوس بن سعيد، وذلك من أجل تنصيب سلطان جديد قريب من الإمارات والسعودية.

وفي هذا الصّدد قامت الإمارات ببحث دؤوب داخل الأسرة الحاكمة في عمان، للعُثور على شخصية مناسبة تتميّز بسهولة الانقياد ولا تمتلك كاريزما سياسية قوية، وبحسب عدة تقارير استخباراتية فقد وقع اختيار الإمارات أخيرًا على أسعد بن طارق، النائب الثاني لرئيس الوزراء في عُمان.

وبحسب مراسلات سرية مسرّبة من سفارة الإمارات بسلطنة عمان، فقد أكّد السفير الإماراتي لدى عمان محمد سلطان السويدي ضرورة تحرّك حكومة بلاده بالتنسيق مع حلفائها في المنطقة، لتعزيز فرص وحظوظ أسعد بن طارق في خلافة قابوس، لأن وصوله إلى السلطة سيُحدث تغيّرا جذريا في السياسة الخارجية لسلطنة عمان، التي طالما كانت في تصادم مع الإمارات والسعودية، ما أدى دائما إلى توتر العلاقات بين عُمان والسعودية والإمارات.

وقد سبق لسلطنة عُمان في فترة حكم سلطانها السابق قابوس أن أعلنت عدة مرّات عن تفكيك شبكات تجسس إماراتية، تستهدف أمنها الداخلي والتدخل في شئونها السياسية، ولولا الوساطات الكويتية لكانت السلطنة قد قطعت علاقاتها بالإمارات.

اليوم وبالإعلان عن تعيين هيثم بن طارق سلطانا لعُمان، فإن خطّة الإمارات تعرّضت لنكسة كبيرة وباءت بالفشل، فتعيين هيثم بن طارق، الذي اختاره قابوس شخصيا لخلافته، يعني استمرار سلطنة عمان في خطها الديبلوماسي الذي يتناقض مع خط الإمارات والسعودية.