رغم تعويم السفينة الجانحة.. تصاعد الحديث عن حلول بديلة لقناة السويس

- ‎فيأخبار

تسبب تعليق حركة الملاحة في قناة السويس لمدة أسبوع نتيجة تعثر السفينة "إيفر جيفن" في خسائر فادحة تقدر بمليارات الدولارات على مستوى العالم، فعلى المستوى المصري خسرت القناة ما يقرب من 14 مليون دولار خسائر يومية لقناة السويس وفقا للفريق أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس وبذلك تبلغ خسائر مصر منذ بدء الأزمة نحو 80 مليون دولار.

لكن على المستويات العالمية الأرقام تتضاعف بشكل كبير، ووفقا لدراسة ألمانية تقدر الخسائر الأسبوعية عالميا 10 مليارات دولار، فيما تبلغ قيمة البضائع على السفينة الجانحة 9.6 مليار دولار.

وقالت دراسة أجرتها شركة أليانز الألمانية للتأمين إن تعطل الملاحة بالقناة كلف التجارة العالمية ما بين 6 و10 مليارات دولار أسبوعيا، قبل أن يتم حل الأزمة اليوم الأحد، وتوقعت شركة "موديز للتصنيف الائتماني" أن يكون قطاع التصنيع وقطاع قطع غيار السيارات في أوروبا الأشد تضررا، وأظهرت بيانات الشحن أن السفينة العالقة في قناة السويس عطلت وصول بصائه قيمتها نحو 9.6 مليار دولار.

وألقت حادثة جنوح السفينة في قناة السويس بظلالها على الصعيد الدولي بين أزمات في دول ومحاولات استغلال للأزمة في دول أخرى، ففي الأردن أعلنت الحكومة حالة الطوارئ على موانئ العقبة، حيث من المتوقع أن تتدفق أكثر من 13 سفينة دفعة واحدة إلى ميناء العقبة في الأردن محملة بالبضائع والحاويات، أما في سوريا فهناك أزمة أيضا بسبب إغلاق المجرى الملاحي في قناة السويس بسبب تأخر وصول ناقلة كانت تحمل النفط ومشتقات نفطية إلى البلاد بسبب تعطل حركة عبور قناة السويس كاشفة أنها تعمد إلى ترشيد توزيع الكميات المتوفرة من المشتقات النفطية لتجنب انقطاعها.

وخلال الأزمة سعت أطراف لاستخدام الأزمة لصالحها، فقد اقترح السفير الإيراني في موسكو استغلال تعطل الملاحة في قناة السويس لتفعيل خط عبور ملاحي بديل وهو الممر شمال جنوب والذي يبدأ من الهند ويمر بإيران وينتهي في روسيا، مضيفا أن الممر المقترح يختصر الزمن ويقلل التكلفة بنسبة 30% مقارنة بقناة السويس على حد قوله.

وكذلك روسيا حاولت الاستفادة من أزمة القناة، وقدمت مقترحا آخر بالترويج لما يسمى طريق بحر الشمال وهو طريق بحري بديل من أوروبا إلى أسيا يجتاز القطب الشمالي لكن خبراء قالوا إنه بعيد عن منافسة قناة السويس في الوقت الحالي.

وقال الدكتور هاني المحمصاني، مدير مركز النقل بجامعة نورث ويسترن، في حواره مع برنامج "المسائية" على قناة الجزيرة مباشر، إن الحديث عن بدائل لقناة السويس تزامنا مع أزمة توقف الملاحة بها، أمر متوقع وهناك طريق رأس الرجاء الصالح وهو أحد البدائل، وأيضا خط السكك الحديدية من الصين عبر أسيا إلى أوروبا، وأيضا اللجوء لاستيراد بضائع من أوروبا الشرقية بدلا من الصين، موضحا أن البدائل الأخرى يتم الحديث عنها منذ سنوات طويلة ولم يتم تشغيل أي منها حتى الآن.     

من جانبه قال محمد حيدر، الخبير الاقتصادي، إن حادث جنوح السفينة في قناة السويس له تداعيات اقتصادية كبيرة عالميا لأنه عطل شريانا حيويا للتجارة العالمية، وتداعيات هذا الحادث ليست اقتصادية فقط فهناك تداعيات أمنية أيضا خاصة ما يجري في منطقة البحر الأحمر وحدوث حوادث قرصنة للسفن واضطراب الأوضاع في اليمن.

وأضاف أن الأزمة تسببت في ارتفاع أسعار الشحن بالإضافة إلى تأخير كبير في البضائع بسبب توقف الملاحة في قناة السويس وعودة الملاحة إلى حركتها الطبيعية قد يحتاج إلى فترة، وأن هناك بضائع كثيرة ومنتجات شبه جاهزة لتكون جزءا من منتجات أخرى خاصة أن هناك كميات كبيرة قادمة من الصين باتجاه أوروبا والولايات المتحدة لها علاقة بالمواد الطبية والكيماوية تدخل في إنتاج لقاحات فيروس كورونا ما قد نتج عنه أزمة نقص حادة في لقاحات كورونا في أوروبا والولايات المتحدة.

بدوره قال صلاح زين الدين، أستاذ القانون التجاري والبحري، إن اتهام الفريق أسامه ربيع رئيس هيئة قناة السويس لقائد السفينة الجانحة بالتسبب في الأزمة، مستبقا التحقيقات الرسمية، محاولة للهروب من أي أعباء متوقعة على الهيئة. مضيفا أن جنوح السفن يعني أنها لم تستطع السير بآلاتها وأدواتها الذاتية وكان لابد من وجود قاطرات لقطرها، مضيفا أن جنوح السفينة لابد له من سبب، ويجب تحديد هذا السبب بدقة لتحديد المسؤوليات القانونية على أطراف هذه المشكلة سواء هيئة قناة السويس أو مالك السفينة أو المرشد البحري أو حتى شركات التأمين وكذلك أصحاب البضاعة المشحونة على هذه السفينة والتي تقترب قيمتها من 10 مليارات دولار.