خبراء: الأزمة السياسية الإثيوبية لا تفيد مصر في أزمة سد النهضة

- ‎فيأخبار

أكد عدد من الخبراء أن تطورات المواجهات بين آبي أحمد وجبهة تيجراي حول محيط العاصمة أديس أبابا، لا تصب في صالح الموقف المصري من أزمة سد النهضة الإثيوبي، بعد توقيع المنقلب السفيه عبد الفتاح السيسي على اتفاق الخرطوم الذي حول السد لواقع مرير، يهدد بتوقف جريان نهر النيل في مصر.

وأوضح المراقبون أن التطورات الميدانية في إثيوبيا وتهديد جبهة تحرير شعب تيجراي بالزحف نحو أديس أبابا وفي ظل الزيارة الرسمية التي يقوم بها وزير الخارجية في حكومة الانقلاب سامح شكري للولايات المتحدة ، لن يستفيد منها الجانب المصري.

وأشار المهتمون إلى أنه حتى لو عادت إثنية تيجراي إلى الحكم في إثيوبيا، فإن ذلك على الأغلب لن يغير في الأمر شيئا بالنسبة لمصر.

عداء تاريخي لمصر

وقال الدكتور محمد حافظ أستاذ هندسة السدود بماليزيا إن "التوقعات تشير إلى سيطرة قوات التيجراي على السلطة في إثيوبيا بنسبة 70 بالمائة بنهاية العام الجاري، موضحا أن تيجراي لن يكونوا أكثر سلاسة في التفاوض عن آبي أحمد".

وأضاف حافظ في مداخلة هاتفية عبر فضائية "وطن" أن مؤسس سد النهضة ومن قام بتغيير تصميماته ليتم تخزين 74 مليار متر مكعب بدلا من 14 مليار متر مكعب من إثنية التيجراي، مؤكدا أن كل الإثيوبيين يشتركون في العداء التاريخي لمصر.

وأوضح حافظ أن مصر عليها أن تدافع بكل قوة عن حقها في الوجود ولا تنتظر من يصل إلى السلطة في إثيوبيا، مضيفا أن مصر لديها فرصة الآن أفضل من تلك التي أُتيحت لإثيوبيا خلال ثورة يناير لبناء سد النهضة، بتدمير سد السرج والذي من شأنه أن يحرك المفاوضات بشكل كبير.

وأشار حافظ إلى أن كل التسهيلات والقروض التي حصلت عليها سلطات الانقلاب من المؤسسات الدولية كانت مقابل توقيع عبدالفتاح السيسي على اتفاقية المبادئ عام 2015، مشددا على أن المجتمع الدولي لن يسمح لمصر بتحقيق مكاسب واستغلال الأزمة السياسية في إثيوبيا لصالحها.

 

لن يتغير شىء

من جانبه رأى الباحث محمد شرف، أنه "حتى لو عادت إثنية تيجراي إلى الحكم في إثيوبيا، فإن ذلك على الأغلب لن يغير في الأمر شيئا بالنسبة لمصر".

وأضاف شرف في تصريحات صحفية، أنه على الرغم من أن أبي أحمد يتعامل في ملف سد النهضة بتشدد، ويحقق منذ عام 2018 انتصارات في هذه القضية على حساب مصر والسودان، لكن قبله كانت إثنية تيجراي تفعل ذلك، وهي من بدأت في تشييد السد أصلا".

وأوضح أن إثنية تيجراي "نجحت في موضوع السد، كما أن لديها خبرة في الحكم والسياسة منذ عام 1991، على عكس أبي أحمد الذي فشل سياسيا، ولم يحقق أي نجاح يذكر سوى في ملف سد النهضة، وكان ذلك على حساب مصر والسودان".

 

تعليق عضوية السودان

بدوره استبعد الدكتور أيمن سلامة أستاذ القانون العام إمكانية عقد جولة جديدة من المفاوضات بين السودان ومصر وإثيوبيا، برعاية الاتحاد الإفريقي، كما اقترحت الولايات المتحدة، لأن السودان الآن خارج الاتحاد الإفريقي، بقرار من مجلس السلم والأمن الأفريقي، وبالتالي مع من سيكون التفاوض؟

وقال سلامة في تصريحات صحفية إنه "تم تعليق عضوية السودان في منظمة الاتحاد الإفريقي، وبموجب ذلك التعليق فإن السودان لا يشارك في أي نشاط أو اجتماعات أو فعاليات للمنظمة، ولا يحضر في أي ملتقى لأي هيئة أو وكالة أو مؤسسة رئيسية أو فرعية في منظمة الاتحاد الإفريقي".

وتساءل "إذا كان الاتحاد الإفريقي هو الذي يرعى ولا يتوسط في المفاوضات الثلاثية بين الدول المتنازعة مصر وإثيوبيا والسودان، فكيف يكون هناك مفاوضات ورعاية من الاتحاد مع مشاركة دولة عضويتها معلّقة فيه"؟