بعد عملية نوعية للقسام .. نزيف نتنياهو في “نستاريم” هل يعيد حساباته باجتياح رفح؟

- ‎فيعربي ودولي

 

تقف تحشدات الاحتلال وآلياته مُتأهبة لاجتياج رفح الذي يعدون له قبل 7 أشهر قرب كرم أبو سالم أو نتساريم لاجتياح المدينة الجنوبية، ولم تجد من المقاومة إلا استمرار القصف بالهاون، والأحد 5 مايو تلقى رئيس حكومة الاحتلال وجيشها صفعة ساخنة جدا بحدث أمني صعب، أعلنوا فيه قتل 5 جنود وإصابات بدون علاج ل10 جنود ، فكان اليوم مُجرد تسخين من لواء رفح.

 

وقال مراقبون: إن “ظن الاحتلال بأن الاستنزاف سينتهي لو انسحب من “نتساريم” أو أنه سينقذ جنوده ويُجرّد المقاومة من ورقة الضغط الأقوى، فإنه واهم تقصف المقاومة كتائـب القسـام وسرايا القدس على مدار الأيام الماضية محور نتساريم، حيث تتجمع القوات بقذائف الهاون وصواريخ “رجوم”.

 

وقبل أربعة أيام وفي 1 مايو أعلنت إذاعة الاحتلال الصهيوني، سيتم ترحيل سكان رفح إلى المناطق الملاصقة لمحور نتساريم الفاصل بين شمال ووسط قطاع غزة ، وعلى طوله من الشرق إلى الغرب تحت مسمى الهجوم الإنساني.

 

المراقبون قالوا: إن “الاحتلال سيستخدم الناس كدورع بشرية لحماية القوات والآليات من المقاومة الإسلامية حماس “.

 

العملية ليست هذه المرة كمين مثل كمين المغراقة والزنة، حيث ردت المقاومة في عمليتها النوعية في الكمينين قذائف الاحتلال التي لم تنفجر”بضاعتكم ردت إليكم فقتلتكم” إلى صدورهم فكانت عمليتة نتساريم مباغتة توقع المراقبون بعدها أنها ستعجل برحيل المحتل.

 

وقبل أيام وفي 29 أبريل، نشرت المقاومة مشاهد من عملية نوعية لكتائب القسام تُظهر استهداف رتل عسكري صهيوني في 17 ديسمبر الماضي شمال شرق بيت لاهيا بمنظومة صواريخ رجوم، وكانت بعض المشاهد مأخوذة من طائرة مسيرة للاحتلال تم السيطرة عليها من المقاومة.

 

قراءة في العملية

المحلل السياسي الفلسطيني إبراهيم المدهون، تبنى “قراءة في عملية موقع كرم أبو سالم”.

 

وقال: إن “العملية نوعية وتؤكد احتفاظ المقاومة بقدراتها، وامتلاكها زمام المبادرة والقدرة على الرصد والتخطيط، وكشف نقاط ضعف العدو، وإن العملية ستؤثر على معنويات الجنود الصهاينة الذين تحولوا إلى أهداف ثابتة للمقاومة في غزة ومحيطها”.

 

وأشار إلى أن “العملية دليل على فشل كل ما أعلنه الاحتلال من إجراءات مثل المنطقة العازلة على الحدود والمنطقة الفاصلة وسط قطاع غزة، وهي امتداد للعملية التي جرت قبل أيام وسط القطاع.”.

 

وأضاف @ibmadhun أن العملية تمت في موقع كرم أبو سالم العسكري واستهدفت جنودا ولا علاقة لها بالمعبر وقد نوهت سابقا لهذا، معتبرا أنها مؤشر مهم على فشل كل ما أعلنه الاحتلال من نيته القضاء على المقاومة، وما روّجه الخصوم من قدرته على تغيير معالم قطاع غزة ومستقبله.

 

وتابع: “ضربت المقاومة العدو شرق رفح التي يهدد باجتياحها، وهذا تعبير عن ثقتها بقدراتها واستعدادها لمواجهته، وسقوط هذه الورقة التي يهدد بها في المفاوضات.”.

 

ولفت إلى أن عملية كرم أبو سالم تتزامن مع المفاوضات الدائرة في القاهرة، ولها رسالتها السياسية التي تقول للعدو إن حرب الاستنزاف التي تنتظره في غزة متصاعدة بمرور الوقت ولن تتراجع بطول أمد الحرب.

 

قتل أبنائنا

البلوجر الغزاوي تامر وعبر @tamerqdh قال بلسان الشعب الإسرائيلي: “لم ندخل رفح بعد وقتل أبنائنا خلال الانتظار”.

 

وأوضح بمتابعاته، أن الحسابات العبرية تشتعل غضبا، بسب هذا الاستهداف الذي يؤكد خوف عائلات الجنود الإسرائيليين بعد مطالبة القيادة الإسرائيلية بعدم دخول رفح، رفح كمين وفخ كبير.

 

وبيّن أن عملية نتساريم كانت عبارة عن 10 قذائف قتلت خمس جنود وعددا آخر من المصابين.

 

وأشار إلى أن السؤال الأهم محور نتساريم يتم استهدافه طوال اليوم بعدد كبير من القذائف والصواريخ ولا يتم الإعلان عن إصابات ، وهذا يؤكد تعمد إسرائيل إخفاء الخسائر هناك، حتى لا تهمل المقاومة ورقة الانسحاب من محور نتساريم خلال مفاوضات صفقة الأسرى أو احتمالية تواجد الجنود طوال اليوم داخل آلياتهم ومواقع محصنة، وهذا يكذّب الصور التي تنشرها أثناء تناولهم الغذاء والاحتفالات في الهواء الطلق.

 

وساخرا علق أن الأحد 5 مايو “اليوم شارك وزير الدفاع الإسرائيلي جالانت صورة له يقول إنها من محور نتساريم ، المميز بتل الصورة ليس غالانت بل المركبة المدرعة التي نزل منها وهي بعجلات وليس جنزيرا كما هو المعتاد، واستخدامه لها يعني الخوف الكبير من الصواريخ المضادة للدروع ، تلك المدرعة والتي تستخدم في الأغلب كإسعاف يمكنها الانطلاق بسرعة 100 كيلومتر في الساعة، وتكون أصعب للاستهداف من الصواريخ المضادة للدروع.

 

منشور “منقول”

حسابات فلسطينية تبناها أحدهم “القناص” أو @Free__777 اعتبرت أن “ضربة القسـام لموقع أبو سالم ليست عادية، أراد نتنياهو أن يطيل أمد المعركة من خلال التلويح المستمر بورقة رفح، ضربة القسام في موقع أبو سالم ليست عادية، تختلف عن جميع سابقاتها في نتساريم وأخواتها، لماذا ؟.

 

وأجاب “لأنها ضيقت الخيارات أمام نتنياهو وحشرته في الزاوية، إما صفقة تؤدي إلى وقف الحرب، و إما الدخول إلى رفح”.

 

ولفت إلى سرعة نشر الفيديو الخاص بالعملية لإيقاع الآثر المباشر للعملية فكتب “الضربة رسالة من حماس مكتوبة بالنار، معناها إني خيرتك يا نتنياهو فاختار ما بين الجنة (وقف الحرب) أو النار (دخول رفح) لم يعد لديك منطقة وسطى، عليك أن تختار، قد تكون الأيام القادمة حاسمة وصعبة على رفح، الله غالب”.

https://twitter.com/Free__777/status/1787103421146763449

 

 

يشار إلى أن منصة “صفحة كرميلا منشيه” العبرية علقت فكشفت عن أن الحشود مجرد ورق وكتبت عن هذا: “الأمور يجب أن تقال : “حماس تعود إلى القطاع بعد أن غادرت معظم قوات الجيش الإسرائيلي، باستثناء محور نتساريم، وهذه ليست المشكلة، لا توجد استراتيجية، لا توجد قوات عسكرية بين رفح ومحور نتساريم”.


وأضافت الصفحة “المسلحون يعودون إلى حيث يريدون، لا يوجد ضغط عليهم، لا توجد قرارات، لا يوجد حل لقيادة بديلة وفي هذا الفراغ عادت حماس”.