وقف تخصيب اليورانيوم مقابل تخفيف العقوبات..إيران تواجه أمريكا والصهاينة وتتمسك ببرنامجها النووي

- ‎فيعربي ودولي

 

 

اليورانيوم المخصب أصبح الشغل الشاغل للأمريكان والصهاينة والأوروبيين عقب الضربات التي وجهتها الولايات المتحدة والكيان الصهيوني للمفاعلات الإيرانية، الكل يبحث عن نتيجة هذه الضربات في حين تتعمد إيران عدم الكشف عن أي معلومات، بل أعلنت عن تعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي كشفت الحرب بين إيران ودولة الاحتلال أنها تخدم على الخطط الأمريكية والصهيونية من خلال إمدادهم بالمعلومات وهو ما فطنت له طهران جيدا .

ومن أجل الحصول على معلومات يضغط الرئيس الأمريكي الإرهابي دونالد ترامب من أجل عودة المفاوضات مع طهران ويعمل على وقف البرنامج النووي الإيراني وفرض قيود على برنامج الصواريخ البالستية أي تجريد ايران من قوتها، من أجل الحفاظ على أمن الكيان الصهيوني . 

كانت صور أقمار صناعية التُقطت حديثًا من قبل شركة "ماكسار" الأمريكية، قد كشفت عن عودة نشاط محدود في منشأة "فوردو" النووية الإيرانية، حيث ظهرت مركبات ومعدات بناء قرب الفتحات التي خلفتها الغارات الجوية الأمريكية، إضافة إلى تحركات عند مدخل المجمع تحت الأرض.

 

مبعوث البيت الأبيض

 

في هذا السياق كشفت شبكة "إن بي سي نيوز" أن المبعوث الخاص للبيت الأبيض، ستيف ويتكوف، من المقرر أن يعقد خلال الأيام المقبلة محادثات مع مسؤولين إيرانيين، في خطوة تهدف إلى استكشاف إمكانية التوصل إلى اتفاق يُنهي تخصيب اليورانيوم مقابل تخفيف العقوبات المفروضة على طهران.

تأتي هذه المبادرة في إطار تحركات دبلوماسية جديدة لاحتواء التوترات المتصاعدة حول البرنامج النووي الإيراني، ومحاولة إعادة فتح قنوات تواصل مباشر بين الجانبين، بعد أشهر من الجمود الذي خيم على المفاوضات الرسمية.

 

وكالة الطاقة الذرية

 

وزعم رافايل جروسي المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية أن بإمكان ايران في غضون أشهر، تشغيل بضع مجموعات من أجهزة الطرد المركزي لإنتاج اليورانيوم المخصب، أو أقل من ذلك مشيرا إلى أن بعض اليورانيوم لا يزال قائما.

وحول ما إذا كانت إيران قد تمكنت من نقل بعض أو كل مخزونها المقدر بـ408,6 كيلوجرام من اليورانيوم عالي التخصيب قبل الهجمات قال جروسي في تصريحات صحفية : لا نعرف أين يمكن أن تكون هذه المواد، وربما يكون بعضها قد دُمر في الهجوم، لكن بعضها ربما يكون قد نقل لا بد من توضيح في مرحلة ما .

وأضاف : يجب أن نكون في وضع يسمح لنا بالتحقق والتأكد مما هو موجود هناك، وأين هو وماذا حدث؟.

 

إنتاج محلي

 

في المقابل قال أمير سعيد عرفاني مندوب إيران لدى الأمم المتحدة: إن "تأسيس اتحاد لتنفيذ الأنشطة النووية الذي تقترحه بعض الدول قد يكون بمثابة مكمل، لكنه لن يحل محل البرنامج النووي الإيراني أبداً، مؤكدا إصرار بلاده على التخصيب النووي داخل أراضيها".

وأضاف عرفاني في تصريحات صحفية أن إيران تصر على أن تخصيب اليورانيوم يجب أن يتم على أراضيها، مؤكدًا أن طهران طالما سعت إلى إيجاد حل سلمي لمعالجة المخاوف المحتملة بشأن برنامجها النووي السلمي.

وكشف إن بلاده قد تدرس خيار نقل مخزونها من اليورانيوم المخصب إلى دولة أخرى، في حال التوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة بشأن برنامجها النووي.  

وأكد عرفاني أن إيران لا تعتبر نقل اليورانيوم المخصب بنسبة 20% و60% "خطًا أحمر"، مشيرًا إلى أن البديل هو الإبقاء على هذا المخزون داخل البلاد تحت رقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وشدد على تمسك طهران بحقها في إنتاج اليورانيوم محليًا، وهو مطلب ترفضه واشنطن بشكل قاطع، كما استبعد عرفاني فرض أي قيود على برنامج إيران الصاروخي، معتبرًا أن أي اتفاق مستقبلي يجب أن يشمل رفعًا للعقوبات الدولية المفروضة على إيران.

 

رسالة إستراتيجية

 

وأكد الباحث والمحلل السياسي محمد خطيبي أن التطورات العسكرية الأخيرة كشفت عن قدرات إيران الهجومية المتقدمة، لافتًا إلى أن طهران فاجأت الكيان الصهيوني بوابل مكثف من الصواريخ والطائرات المسيّرة، ما شكّل تحديًا غير مسبوق لأنظمة الدفاع الجوي الصهيونية .

وقال خطيبي في تصريحات صحفية: إن "إيران لم تكتف بالرد داخل حدود المواجهة مع الكيان الصهيوني، بل قامت بتنفيذ عملية عسكرية نوعية في قاعدة "العديد" الأمريكية بقطر، وحققت نتائج واضحة، موضحًا أن هذه العملية حملت رسالة استراتيجية من طهران إلى المجتمع الدولي مفادها أن إيران قادرة على استهداف القواعد والمصالح الأمريكية في عموم المنطقة، إذا تعرضت لهجوم جديد".

وأضاف:  إيران، لا تسعى إلى تصعيد إضافي في المنطقة، وهي لم تبادر بإشعال هذه الحرب، بل كانت منخرطة في مسارات تفاوضية، في حين أن دولة الاحتلال هي التي بادرت بالتصعيد العسكري ضدها، ما وضع إيران في موقع الدفاع عن النفس .

وتابع خطيبي : طهران تملك إمكانات عسكرية تؤهلها لتنفيذ عمليات دقيقة ضد القواعد والأصول الأمريكية، إذا قامت الولايات المتحدة بمهاجمتها مرة اخرى وإيران تمتلك أيضا ورقة إغلاق مضيق هرمز، وهو ما قد يلحق أضرارًا جسيمة بحركة التجارة العالمية، خاصة في قطاع النفط، ويؤثر سلبًا على دول مثل الولايات المتحدة والكيان الصهيوني ودول أخرى تعتمد على واردات الطاقة .

وأكد أن إيران لم تستخدم كامل ترسانتها الصاروخية في الهجوم على الكيان الصهيوني، بل أظهرت جزءًا من قدراتها الدفاعية، في رسالة تحذيرية مفادها أن لديها من الوسائل ما يمكنها من إلحاق ضرر كبير بمدن صهيونية حساسة مثل حيفا وبئر السبع وغيرها، رغم الضغوط الهائلة التي تتعرض لها من الولايات المتحدة .

 

موقع فوردو

 

وأكد الدكتور كريم الأدهم، الرئيس الأسبق لمركز الأمان النووي، أن الأخطار الناتجة عن نقل اليورانيوم، كما صرحت إيران محدودة للغاية، موضحًا أن اليورانيوم مادة نووية بالدرجة الأولى، إلا أنه من الناحية الإشعاعية يُعد ضعيف الإشعاع، وبالتالي لا يشكل خطرًا أثناء نقله.

واعتبر “الأدهم” في تصريحات صحفية أن التصريح الإيراني الموجه إلى المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل جروسي، بشأن العمل على تأمين هذه المواد، يُعد أمرًا بالغ الأهمية.

وشدد على أن هناك فرقًا واضحًا في علم الأمان النووي بين "الأمان" الذي يعني الحماية من الإشعاع، و"الأمن" الذي يتعلق بمنع السطو أو التخريب أو الاستيلاء على المواد النووية، موضحًا أن تعهد إيران بتأمين تلك المواد يعني ضمان حمايتها من الوقوع في أيدٍ غير مشروعة.

وكشف “الأدهم” أن المعدات في تلك المنشآت شديدة الحساسية، مؤكدًا ما أشار إليه جروسي من أن الاهتزازات الناتجة عن الضربات يمكن أن تُحدث أضرارًا بالغة، خاصة أن الأجهزة المركزية لا تتحمل مثل تلك التأثيرات.

وقال: إن "ضربة بهذه القوة تتسبب حتمًا في اهتزازات كبيرة، مشيرًا إلى أن تدمير مدخل الموقع يعوق حاليًا أي إجراءات تهدف إلى تقييم الأضرار، لأن المدخل كان عنصرًا أساسيًا لدخول الفنيين، وغيابه يؤخر عملية الفحص والتحقق من حجم الأضرار".

وشدد “الأدهم” على أن الضربة كانت قوية، وأن حجم الدمار كبير، مؤكدًا أن موقع فوردو هو منشأة لتخصيب اليورانيوم، وليست مفاعلًا نوويًا كما يُعتقد أحيانًا.