مع عودة عقوبات الترويكا والرئيس الأمريكى الإرهابى ..ايران تتحدى وترفض الخضوع للضغوط

- ‎فيعربي ودولي

 

 

آثارت عودة عقوبات الأمم المتحدة على إيران إلى حيز التنفيذ ، بدءا من اليوم – والتي كان قد تم رفعها كجزء من الاتفاق النووي عام 2015-، انتقادات إيرانية لكل من الولايات المتحدة الأمريكية ودول الترويكا الأوروبية، بريطانيا وفرنسا وألمانيا،مؤكدة أن هذه الدول اختارت طريق المواجهة بدلا من الحوار والدبلوماسية .

وأكدت إيران أنها لن تخضع للضغوط ولن تتخلى عن برنامجها النووى مشيرة إلى أنها فى نفس الوقت لن تنسحب من معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية  .

 فى المقابل زعمت دول الترويكا أن طهران لم تف بالتزاماتها، مما أدى إلى تفعيل "آلية الزناد" المدمجة في الاتفاق .

 

البرنامج النووي

 

يشار إلى أن العقوبات تستهدف ، الشركات والمنظمات والأفراد الذين يساهمون بشكل مباشر أو غير مباشر في البرنامج النووي الإيراني أو تطوير الصواريخ الباليستية. 

كما تشمل العقوبات التي تم إعادة فرضها حظرا على الأسلحة التقليدية مع حظر أي بيع أو نقل للأسلحة إلى إيران وكذلك حظر استيراد أو تصدير أو نقل الأجزاء والتقنيات المتعلقة بالبرنامج النووي والباليستي. 

وسيتم تجميد أصول الكيانات والأفراد في الخارج المنتمين إلى أشخاص أو جماعات إيرانية مرتبطة بالبرنامج النووي. 

وقد يتم منع الأفراد الذين تم تصنيفهم على أنهم يشاركون في أنشطة نووية محظورة من السفر إلى الدول الأعضاء في الأمم المتحدة. 

ومن الممكن أيضا إعادة فرض تدابير منفصلة من جانب الاتحاد الأوروبي بالإضافة إلى العقوبات العالمية الأساسية. 

وتهدف هذه العقوبات إلى ضرب الاقتصاد الإيراني، ليس فقط لعرقلة النشاط النووي، وذلك لإجبار طهران على الامتثال. 

وتفرض الولايات المتحدة بالفعل عقوباتها الخاصة، بما في ذلك عقوبات لمنع الدول الأخرى من شراء النفط الإيراني، بعد انسحاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، من الاتفاق النووي في ولايته الأولى. 

بينما تعمل عملية "آلية الزناد" على إعادة تنشيط قرارات الأمم المتحدة، لكن تنفيذها العملي يتطلب من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة تحديث قوانينها وسيكون على الاتحاد الأوروبي وبريطانيا إقرار التشريعات اللازمة لتنفيذ العقوبات. 

 

مشروع روسيا والصين

 

كان مجلس الأمن الدولي قد رفض مشروع قرار قدمته روسيا والصين يقضي بتأجيل إعادة فرض العقوبات الأممية على إيران لمدة ستة أشهر، بعد أن أخفق في الحصول على الأصوات اللازمة لاعتماده. 

وصوت خلال الجلسة لصالح المشروع أربعة أعضاء فيما عارضه تسعة وامتنع عضوان عن التصويت. 

وحذر نائب المندوب الروسي في مجلس الأمن من أن إعادة فرض العقوبات قد تفضي إلى "عواقب وخيمة" وتؤدي إلى تصعيد في منطقة الشرق الأوسط. 

كما شدد على أن التصويت كان يمثل "الفرصة الأخيرة" أمام الترويكا الأوروبية (تضم ألمانيا وفرنسا وبريطانيا) للتوصل إلى حلول ترضي جميع الأطراف. 

واتهم ممثل روسيا القوى الأوروبية بممارسة ضغوط على إيران استنادا إلى "أكاذيب"، مؤكدا أن طهران بذلت كل ما في وسعها لإرضاء الأوروبيين والولايات المتحدة، دون أن تلقى أي تنازلات من الطرف الآخر. 

 

قرارات مجلس الأمن

 

قرارات مجلس الأمن الدولي المتعلقة ببرنامج إيران النووي والتي يعاد تفعيلها اعتباراً من اليوم تتضمن عقوبات صارمة كانت جمدت سابقاً بموجب الاتفاق النووي: 

•    القرار 1696 صدر في 31 يوليو 2006، وينص على إلزام إيران بتعليق تخصيب اليورانيوم، مع التهديد بفرض عقوبات في حال عدم الامتثال. 

•    القرار 1737 صدر في ا23 ديسمبر 2006، ويمثل بداية العقوبات الملزمة، بما في ذلك تجميد الأصول ومنع نقل المواد والتقنيات النووية الحساسة. 

•    القرار 1747 صدر في 24 مارس 2007، ويقضي بتشديد العقوبات، بما يشمل حظر تصدير الأسلحة من إيران وفرض قيود مالية إضافية. 

•    القرار 1803 صدر في الثالث من مارس عام 2008، ووسع قائمة الأفراد والكيانات الخاضعة للعقوبات، وأقر قيوداً على السفر وإجراءات مصرفية أشد. 

•    القرار 1835 صدر في الـ27 من سبتمبر 2008، من دون فرض عقوبات جديدة، لكنه شدد على ضرورة تنفيذ القرارات السابقة. 

•    القرار 1929 صدر في التاسع من يونيو 2010، ويعد أشد القرارات العقابية ضد إيران، إذ شمل حظر الأسلحة الثقيلة، وقيوداً مصرفية ومالية صارمة، فضلاً عن رقابة موسعة على الملاحة البحرية الإيرانية. 

 

لن نخضع للضغوط

 

فى هذا السياق أكد المرشد الإيراني علي خامنئي رفض بلاده الخضوع للضغوط الأمريكية والغربية . 

وكتب خامنئي في صفحته الشخصية على منصة "إكس": إن الطرف المقابل (في إشارة إلى واشنطن) يخل بالوعود في كل شيء، ويكذب في كل شيء، ويهدد عسكرياً بالخداع في كل وقت أو من دون وقت . 

وأكد أنه لا يمكن التفاوض مع الولايات المتحدة، ولا يمكن الجلوس معها بثقة واطمئنان لعقد أي اتفاق. 

وتابع خامنئي: خلال العقود القليلة الماضية، حين بدأنا استخدام الطاقة النووية في علاج الناس والزراعة والصناعة وغير ذلك داخل البلاد، تمت ممارسة ضغوط كبيرة على إيران، وطلبوا منا التوقف عن هذا العمل، لكننا لم ولن نستسلم. نحن في هذه القضية وفي أي قضية أخرى لم ولن نخضع للضغوط . 

وأشار إلى أن الطرف الأمريكي يصرّ على موقفه بأن إيران يجب ألا تملك التخصيب… ماذا يعني ذلك؟ يعني أن تُحوّلوا هذا الإنجاز الكبير الذي أنفقت البلاد من أجله جهوداً كبيرة إلى دخان.

 

ثقة منعدمة

 

وقال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إن حائط انعدام الثقة مع الرئيس ترامب أصبح مرتفعا وسميكا. 

وأكد بزشكيان إنّ بلاده لا تعتزم الانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي، حتى بعد إعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة. 

وأضاف، لا نعتزم الانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي، محذرا من أنّ الدول الكبرى تبحث عن ذريعة سطحية لإشعال المنطقة . 

ووصف الرئيس الإيراني عقوبات الأمم المتحدة ضد بلاده بأنها غير نزيهة وغير عادلة وغير قانونية. 

 

الترويكا الأوروبية

 

وقال وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، إن الولايات المتحدة قد خانت الدبلوماسية، وإن الترويكا الأوروبية دفنتها. 

وأكد عراقجي، أن إيران كانت قد راهنت على وعود الأوروبيين، مضيفا بأن الترويكا الأوروبية اختارت المواجهة بدل الحوار. 

وأشار إلى أن الوضع الحالي هو نتيجة انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي، مؤكدا أن طهران كانت قد قبلت دعوة ترامب للتفاوض، لكن قبيل الجولة السادسة، قام الكيان الصهيونى بدعم من أمريكا بمهاجمة مواقعنا النووية . 

وأوضح عراقجي أن إيران، مقابل رفع العقوبات، كانت مستعدة لتحمل بعض القيود، معتبرا أن إعادة فرض العقوبات الدولية على إيران باطل قانونا . 

وحذر من عواقب وخيمة واحتمالات التصعيد بعد فشل مشروع قرار تأجيل إعادة فرض العقوبات على إيران .