قالت مواقع محلية إن شركة (جلفتينر) الإماراتية تستهدف استثمار مليار دولار في موانئ مصر، وذلك بتشغيل الموانئ لاستثمار مليار دولار في خدمات إدارة محطات الحاويات والخدمات اللوجستية بالموانئ المصرية، وفقا لبيان صادر عن جهاز التمثيل التجاري المصري. وجاء هذا خلال اجتماع بين وزير النقل بحكومة السيسي كامل الوزير والشهير عبر منصات التواصل بـ(فاشل الوزير) ومسئولي الشركة على هامش فعاليات اليوم البحري العالمي في دبي.
واستغلالا للعرض المفتوح قالت الشركة الإماراتية Gulftainer في بيان صحفي إنها تتطلع إلى إدارة وتشغيل محطات الحاويات في شرق بورسعيد أو الإسكندرية أو دمياط؟! واشارت إلى أنها تريد "تطوير مناطق لوجستية مرتبطة بالموانئ، بهدف تعزيز كفاءة سلاسل الإمداد والتجارة الدولية.".
وبلغت الاستثمارات الإماراتية الإجمالية في مصر حتى فبراير 2025 نحو 21.8 مليار دولار موزعة على أكثر من 2139 شركة، وفقًا لبيانات جهاز التمثيل التجاري المصري.
وتدير الشركة عملياتها في أكثر من 10 دول، منها الإمارات، والسعودية، والولايات المتحدة، وتعتبر مصر مركزًا محوريًا للتوسع بسبب موقعها الجغرافي الفريد على البحرين المتوسط والأحمر، مرورًا بقناة السويس، إلا أن كامل الوزير نائب رئيس وزراء السيسي ووزير الصناعة والنقل فضل ألا يوظف الشركات المصرية الحكومية أو قطاع الأعمال أو حتى القطاع الخاص، لدى لقائه بوفريد بلبواب (الرئيس التنفيذي لجلفتينر)، على هامش مؤتمر النقل البحري العالمي في دبي.
وفي قطاع الموانئ والخدمات اللوجستية في مصر، لا تقتصر الاستثمارات الإماراتية على شركة Gulftainer فقط، بل هناك شركات أخرى بارزة تعمل أو تستحوذ على مشروعات استراتيجية في هذا المجال:
1. موانئ أبوظبي (AD Ports Group)
نفذت توسعات في ميناء العين السخنة وميناء سفاجا، وتعمل على تطوير مناطق لوجستية ومراكز توزيع مرتبطة بالموانئ، وتسعى لإنشاء محطات متعددة الأغراض على البحر الأحمر.
ووقعت اتفاقيات تعاون مع الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس.
كما وقعت اتفاقيات استراتيجية بين الهيئة الاقتصادية لقناة السويس ومجموعة موانئ أبوظبي لتطوير منطقة صناعية ولوجستية متكاملة على مساحة 20 مليون متر مربع بشرق بورسعيد بعقد امتياز لـ50 عاما وبمقابل زهيد بطول فترة الامتياز.
ويشمل مشروع شرق بورسعيد تشغيل وإدارة المنطقة بنظام حق الانتفاع لمدة طويلة، ويُعد من أكبر المشروعات اللوجستية في المنطقة، بحسب تضخيم متكرر من وزارة النقل.
2. موانئ دبي العالمية (DP World)
رغم أن نشاطها الرئيسي يتركز في الإمارات، إلا أنها أبدت اهتمامًا سابقًا بمشروعات في ميناء دمياط وميناء الإسكندرية، ولديها خبرة واسعة في إدارة الموانئ العالمية، وتُعد مرشحًا دائمًا في الطروحات المصرية المتعلقة بالموانئ.
وتدير شركة موانئ دبي العالمية (DP World) منذ عام 2008 ميناء العين السخنة حيث تمتلك الشركة حق امتياز طويل الأجل، وتسيطر على نحو 90% من عمليات الميناء، ورغم ذلك، هناك انتقادات لضعف التطوير، إذ لم تتجاوز سعة الميناء 250 ألف حاوية سنويًا، رغم وعود بصول السعة إلى 5 ملايين.
كما تمتلك (DP World) حصة 32% من ميناء الإسكندرية ومن عمليات الميناء وتشارك أيضًا في مشروعات تطوير لوجستي مرتبطة بالميناء.
وتحتل الإمارات اقتصاد مصر بشركات تزيد على ألفي شركة في مختلف المجالات، أدوية وأغذية وزراعة وصناعة وسياحة وقرى سياحية ومنتجعات وعقارات، وتعتزم حكومة السيسي المضي قدمًا في إجراءات طرح شركتي بورسعيد لتداول الحاويات ودمياط لتداول الحاو يات والبضائع، بالبورصة خلال الربع الاول من العام المقبل.
ومن المرجح أن تدير شركات إماراتية عملية بيع عرضها السيسي لموانئ القصير، ومارينا الجلالة، وشرم الشيخ لمستثمرين من الإمارات.
الخدمات اللوجستية
وقبل نحو عامين استكملت موانئ أبوظبي الاستحواذ على شركة "ترانسمار" بـ139 مليون دولار فقط ، وهي خط حاويات يعمل في مناطق الشرق الأوسط والبحر الأحمر والخليج العربي والساحل الشرقي للقارة الأفريقية، وقامت خلال عام 2021 بمناولة 109 آلاف حاوية نمطية. واستحوذت أيضا على "تي سي آي" شركة شحن وتفريغ تعمل في ميناء الأدبية-السويس، حيث تعد مشغل الحاويات الحصري فيه.
وتقوم "تي سي آي" كشركة شحن وتفريغ متخصصة في مناولة البضائع الخاصة بالمشاريع، والرافعات الثقيلة، وبضائع الصب، وبضائع الصب الصناعية، والبضائع العامة، والحاويات، إلى جانب توفيرها لخدمات المستودعات ومرافق التخزين.
ومقابل المبلغ المطروح، استحوذت شركة أبوظبي المملوكة للشيخ محمد بن زايد رئيس دولة الإمارات على 70% من الشركة التابعة الدولية لنقل البضائع، المالكة بالكامل لشركتي ترانسمار الدولية للنقل البحري، وترانسكارجو الدولية" (تي سي آي)، اللتين تتخذان من مصر مقراً لهما.
وتمنح صفقة الـ 139 مليون دولار مجموعة موانئ أبوظبي السيطرة على حصص أغلبية في رأسمال الشركتين المصريتين، حيث تعد أول صفقة استحواذ دولي لمجموعة موانئ أبوظبي.
وتمتلك "ترانسمار" خط حاويات يعمل في مناطق الشرق الأوسط والبحر الأحمر والخليج العربي والساحل الشرقي لأفريقيا. وتشمل قائمة المواني التي تندرج ضمن خطوط الشحن التي تخدمها كلاً من الأدبية والعين السخنة في مصر، وجدة وجبيل والدمام في المملكة العربية السعودية، والعقبة في الأردن، وبورسودان في السودان، وجيبوتي في جيبوتي، وميناء خليفة وجبل علي في الإمارات.
أما شركة ترانسكارجو الدولية، فهي شركة شحن وتفريغ متخصصة في مناولة البضائع الخاصة بالمشاريع، والرافعات الثقيلة، وبضائع الصب، وبضائع الصب الصناعية، والبضائع العامة، والحاويات، إلى جانب توفيرها لخدمات المستودعات ومرافق التخزين.
وتمتلك الشركة أسطولاً يضم معدات تحميل وتفريغ متطورة، وتتركز عملياتها في ميناء الأدبية الذي يعد أحد أهم الموانئ التي تخدّم المناطق المطلة على البحر الأحمر في مصر، وتعد المشغل الحصري والأكبر في هذا الميناء حيث تدير حصة سوقية كبيرة من خدمات المناولة والتحميل والتفريغ.
ميناء أبو قير
ووفقاً للدعاية الحكومية، فإنّ أبو قير الجديدة ستكون أكبر ميناء بحري مطل على البحر المتوسط، بمساحة إجمالية للمدينة 1400 فدان، وشاطئ بحري بمساحة 385 فدانا، ومدينة تجارية جديدة على مساحة 985 فدانا، وهي امتداد لفكرة التوسع في مشروعات المدن الجديدة كليا مثل العاصمة الجديدة والعلمين الجديدة، التي تحاول الجمع بين الرفاهية الغربية والخليجية على أرض مصرية، حيث ستكون أبو قير أولى مدن الجيل الخامس في مصر، مع 10 أضعاف سرعة الإنترنت الموجودة في الجيل الرابع وقدرات تحميليّة تصل إلى 360 ميجا بايت في الثانية الواحدة.
الإمارات وضعت يديها على ميناء أبو قير شمالا، وميناء السخنة شرقا، إلا أن جدية الشركات الإماراتية في تحويل تلك الموانئ المصرية إلى مراكز نقل عالمية يمكن أن تنافس الموانئ الإماراتية في جبل علي ضرب من الوهم بحسب مراقبين.