تفاعل سعوديون من الذباب الإلكتروني مع هاشتاج #تدويل_قناة_السويس_مطلب، معلنين أن الوقت قد حان لتدويل قناة السويس، وذلك بزعم فشل مصر في إدارتها.
قال بعضهم: إن "القناة، باعتبارها ممرًا مائيًا عالميًا، يجب أن تُدار بكفاءة عالية، مشيرين إلى أن المصريين لا يمتلكون الكفاءة المطلوبة. واستشهدوا بنشرة للأمم المتحدة عام 2022 زُعم فيها أن الشعب المصري شعب غبي"، وهو ادعاء غير موثق ومثير للجدل.
استعرض الحساب السعودي @alshagiri دعوته لتدويل قناة السويس، معتبرًا أن "التدويل ضرورة ملحة"، مستندًا إلى أهمية القناة عالميًا، حيث تمر بها 12% من التجارة العالمية و30% من حركة الحاويات، بقيمة تفوق تريليون دولار سنويًا.
وأشار إلى عدة نقاط يرى أنها تبرر التدويل:
أزمات التشغيل: مثل حادثة "إيفر جيفن" وهجمات البحر الأحمر، التي كشفت هشاشة الإدارة المصرية واعتمادها على تقنيات قديمة.
نقص الكفاءات المصرية: ضعف في استخدام الذكاء الاصطناعي وإدارة السفن الذكية، مما يؤدي إلى خسائر يومية بمليارات الدولارات.
تاريخ التدويل: استنادًا إلى اتفاقية القسطنطينية 1888 التي ضمنت حرية الملاحة، كمبرر لإدارة دولية أكثر كفاءة.
البدائل المنافسة: مثل قناة بن غوريون وطريق التطوير، التي تهدد مكانة السويس وتستدعي تحديثًا عاجلًا.
ويرى الكاتب أن السعودية هي الدولة الوحيدة المؤهلة لإدارة القناة بكفاءة، بفضل شبابها المدرب في اللوجستيات والذكاء الاصطناعي، ومشاريعها الضخمة مثل نيوم وميناء جدة، وتجربتها في التعاون الإقليمي مثل صفقة تيران وصنافير.
ويؤكد أن تدويل قناة السويس ليس خيارًا بل ضرورة، وأن السعودية هي الشريك الأمثل لضمان كفاءة واستقرار هذا الممر الحيوي.
في المقابل، طالب البعض بتدويل الحرمين الشريفين، بعد مشادة بين المواطن المصري محمد شحتة وضابط سعودي داخل الحرم، ورد أعضاء من الذباب السعودي بالمثل، فقال أحدهم:
"جميل فليطبّقوا منطقهم أولًا: لِنُدوّل قناة السويس، فهي ممرّ عالمي، ولنُدوّل الأزهر الشريف، حتى تتحقّق العدالة، ولنُدوّل الآثار المصرية، فهي إرث للبشرية كلها، ولنُدوّل الأراضي الزراعية على ضفاف النيل إن كنتم جادّين بمنطق التدويل."
https://x.com/alshagiri/status/1986449250461384915
واعتبر أن منطق "التدويل" لا يعني العدالة، بل نزع السيادة وتحويل المقدسات والمقدرات إلى أوراق مساومة سياسية.
الدعوة لتدويل قناة السويس من بعض الأصوات الخليجية، خاصة السعودية، تُفهم في سياق المناكفات السياسية والتاريخية، وقد استُحضرت كرد فعل على دعوات سابقة لتدويل مكة، مما يكشف عن توتر رمزي بين أطراف عربية حول مفاهيم السيادة والشرعية.
ويؤكد مراقبون أن تدويل قناة السويس ليس سوى انعكاس للمناكفات بين الرياض والقاهرة، تمامًا كما يحدث مع دعوات تدويل الحرمين الشريفين التي تظهر فجأة مع كل اعتداء أو تنمر على معتمرين.
https://x.com/alk3aam/status/1917125830905389245
في ظل تراجع إيرادات قناة السويس بسبب هجمات الحوثيين في البحر الأحمر، ظهرت انتقادات من مغردين سعوديين يتهمون النظام المصري بـ"الفشل في إدارة الممر الملاحي"، ويُلمّحون إلى ضرورة تدويله.
في المقابل، استُحضرت دعوات قديمة لتدويل مكة، التي كانت تُطرح أحيانًا من أطراف شيعية أو غربية، ما جعل الرد المصري يتهم هذه الدعوات بأنها "رد فعل انتقامي" أو "مناكفة رمزية".
لكن الإعلام المصري، خاصة عبر شخصيات مثل أحمد موسى، حذّر من "مخططات خارجية" لتدويل القناة، مستندًا إلى اتفاقية القسطنطينية 1888 التي تنص على حرية الملاحة في زمن السلم والحرب.
وقناة السويس ومكة ليستا مجرد مواقع جغرافية، بل رموز سيادية ودينية، وكل دعوة لتدويل أي منهما تُفهم كمساس بالهوية الوطنية أو الدينية.
وزير الخارجية التونسي د. رفيق عبد السلام كتب قبل عام عن تلك الدعوة التي ألمح لها الرئيس ترامب، وقال @RafikAbdessalem:
"بعد نفي وتكذيب ومناورات سياسية ولغوية، كلفت هيئة قناة السويس بالتبرير نيابة عن السيسي، الذي ما زال غارقًا في صمته، وملخص هذا التبرير: التزامها بتطبيق الاتفاقيات الدولية لضمان حرية الملاحة لجميع السفن، التجارية والحربية."
وأضاف:
"هذا عذر أقبح من ذنب، إذ نسيت الهيئة أن هذه الالتزامات تظل مشروطة باحترام القانون الدولي، ومن ذلك منع حدوث حروب التطهير والإبادة الجماعية أو المساعدة فيها بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، هذا دون أن نتحدث عن التزامات مصر القومية والدينية والأخلاقية والجغرافية والتاريخية التي تفرض عليها الدفاع عن شعب مجاور يمثل امتدادًا طبيعيًا لها، وفي الحد الأدنى عدم المشاركة في العدوان عليه."
وختم بالقول:
"السيسي يدرك جيدًا أنه من دون حماية صديقه نتنياهو لن يستطيع الاستمرار في الجلوس على كرسي الحكم في القاهرة لمدة ثلاثة أشهر، ولا التسلط على رقاب المصريين بقوة الحديد والنار."
ويشير البعض إلى أن الذراع الإعلامية أحمد موسى استخدم مصطلح "تدويل القناة" عدة مرات، ونسبه إلى الكيان الصهيوني و"الإخوان"، وقال قبل عام إن "أماني إسرائيل والإخوان هي تدويل قناة السويس"، وفقًا لما نشرته صحيفة الشروق.
في المقابل، كشفت صحيفة الجارديان البريطانية في أبريل 2021 أن الأمم المتحدة تراجع خططًا إسرائيلية لإنشاء ممر مائي على الحدود المصرية الإسرائيلية، بدعوى حماية مصالح العالم.
وأضافت أن تداعيات كوارث الإدارة المصرية، بما فيها تفريعة السيسي، قد تؤدي إلى تدويل ملف قناة السويس، بينما السلطات المصرية آخر من يعلم.
في يونيو 2017، حذر د. أشرف دوابة من تدويل الممر المائي لتيران، معتبرًا أن ذلك يتيح لـ"إسرائيل" إنشاء قناة منافسة لقناة السويس، وكتب @drdawaba أن السيسي بذلك يكون قد باع القناة، وقريبًا سيبيع سيناء.
