كاتب أمريكي: ترامب رجل الصفقات يبيع وهم “الدعم” للسيسي

- ‎فيعربي ودولي

كتب كريم محمد:

"الشرق الأوسط يقع فريسة للأوهام حول ترامب"، "السيسي وأردوغان ونتنياهو ضحايا وهم مساندة ترامب لهم.. بينما الرئيس الأمريكي الجديد يتجه للانكفاء الداخلي والانعزال وتحكمه مصالح أمريكا أولا".

هكذا يستعرض موقع صالون SALON الأمريكي ما يرى أنه "الخديعة" التي يوشك أن يقع فيها قادة الشرق الاوسط، مؤكدا أن "كا من مصر وتركيا وإسرائيل وقعوا فريسة للأوهام حول الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب".

وقال الكاتب الأمريكي "ستيفن كوك" في المقال، إنه لا ينبغي على سيسي مصر وتركيا وإسرائيل ألا يتفاءلوا بشكل زائد لمجيء ترامب، لأنه "لن يحدث شيء حقيقي".

التقرير الأمريكي يوضح أن "إذا كان هناك أي شيء يمكن استنباطه من الحملة الانتخابية الطويلة حول النهج الذي سيتبعه ترامب في الشرق الأوسط والسياسة الخارجية للولايات المتحدة بشكلٍ عام، فهو أن ترامب يتوجه نحو الداخل (الانعزال) لا الخارج".

وأضاف "يبدو هذا غريبا نوعا ما، نظرا للطريقة التي وصل بها ترامب إلى السلطة، والتي تلمح إلى الإسلاموفوبيا ومعاداة السامية، وتشير إلى تدخله بشكل كبير في الخارج، بينما هو يسعى إلى اجتذاب الداعين للانعزالية داخليا".

وعلى الرغم من أن هذا التوجه الانعزالي الداخلي لترامب ليس جيدا لحلفاء واشنطن الإقليميين، إلا أن "قادة هذه الدول على استعداد للتغاضي عن هذه الحقيقة غير المريحة لصالح خيالات وأوهام بأن ترامب سوف يكون وكيلا أفضل للأمن والمصالح الأمريكية في بلادهم مما كان عليه أوباما.

عالم ترامب تحكمه المصالح والصفقات
التقرير يقول: "نجد أن المصريين، على سبيل المثال، مقتنعون بأن إدارة ترامب ستقدم دعمًا غير مشروط للسيسي، ويسقط اعتراضات إدارتي بوش وأوباما على سجل مصر السيئ في مجال حقوق الإنسان"، ولكنه يوضح أن "عالم ترامب تحكمه المصالح والصفقات بشكلٍ بحت".

ويشير إلى أن ما ولد هذا الانطباع لدى المصريين أنه في حوالي الساعة 03:30 يوم 9 نوفمبر الماضي، استقبل دونالد ترامب أول مكالمة هاتفية تهنئة بصفته الرئيس المنتخب، من عبدالفتاح السيسي، وحديث المسئولين المصريين عن حقبة جديدة في العلاقات بين الولايات المتحدة ومصر، التي توترت بشكل كبير بعد انقلاب يوليو 2013 الذي أطاح بالرئيس المنتخب محمد مرسي.

ويشدد تقرير موقع "صالون" على أن "ما تردده مصر حول كونها القوة المحافظة على استقرار المنطقة أصبح أمرًا باليا ولم يعد دقيقًا"، ويتساءل: "ما الذي يهم ترامب في المنطقة بخلاف القضاء على تنظيم داعش؟".

ويقول إنه حتى لو حصل المصريون على تغيير وتحسن مؤقت في لهجة علاقاتهم الثنائية مع واشنطن، فلن يجعل هذا التمرد في شبه جزيرة سيناء يزول أو يجعل الاقتصاد المتعثر في مصر ينمو فجأة.

ويضيف أنه "ليس هناك ما يدل على أن إدارة ترامب ستكون أكثر استعدادًا من أوباما لمنح مساعدات عسكرية واقتصادية لمصر، فما يهمه فقط هو الصفقات وإزالة دعش"، وأن ما قد يقدمه السيسي، بالمقابل لترامب من محاربته لجماعة الإخوان المسلمين قدمه بالفعل كخدمة مجانية.

ويفضل "ترامب" أسلوب عقد الصفقات على التفكير الاستراتيجي، وشعاره "لنجعل أمريكا عظيمة مجددًا" يعكس مزيجًا من الغرائز والتحيزات والدوافع.

أيضا الأتراك يتصورون أن الإدارة الجديدة سوف تدعم معركتهم ضد الأكراد، والإسرائيليون واثقون من الغطاء السياسي والدبلوماسي الأمريكي لمواصلة ضمهم البطيء والثابت لأراضي الضفة الغربية، وتعول دول الخليج وإسرائيل، على ترامب لاستعادة علاقة واشنطن العدائية مع طهران، وهي أوهام قد لا تتحقق.. حسب التقرير.

حيث يؤكد التحليل الأمريكي أنه "من غير المرجح أن تتمكن القوة الأمريكية من تحسين الوضع في الشرق الأوسط مرةً أخرى، ولكن يمكن بالتأكيد أن تجعل الأمور أكثر سوءًا!".

وكان ترامب وعد بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس ما يعني تحول كبير في السياسة الأمريكية من عدم الاعتراف بالقدس عاصمة لدولة إسرائيل إلى الاعتراف بأنها "إسرائيلية"، ما يهدد بتصعيد الاضطرابات في الشرق الأوسط.

نظرية البندول
ويشير تقرير آخر لصحيفة "فايننشيال تايمز" إلى أن مكونات المزيج الذي يقدمه ترامب يتشكل من: "القومية الاقتصادية والنفور من العولمة والعداء للمهاجرين والتركيز المستمر على المسلمين، وهي رؤية محصلتها النهائية "صفر" لعلاقات واحدة من الدول العظمى".

ويؤكد أن هذا أثار مخاوف من الانعزالية العدوانية للولايات المتحدة أو التنصل من القيادة الدولية، وهو ما يغضب المزاج الوطني الذي استنزف دعمه للمغامرات الخارجية عبر الحروب التي تورطت بها البلاد.

وأن هذا يزعج ويخيف حلفاء أمريكا، لاحتمال رسم "ترامب" لمسار آخر بعيد عن النظام الليبرالي الذي تقوده الولايات المتحدة، مع تعزيز سياسات الحمائية والتخلي عن الالتزامات المناخية، ما يعني رفض ضمني لدور الولايات المتحدة في النظام الدولي يزيد مخاوف الغرب من انعزالها.

ويشير التقرير إلى نظرية البندول الأمريكية التي تحكم السياسة الأمريكية، وهي قيام الولايات المتحدة بتباع فترات تدخلية نشطة متعددة في أكثر من مكان في العالم لعدة سنوات، ثم الانكفاء والانعزال الداخلي لسنوات أخرى.

وأنه بينما البندول يتراوح بين الانعزالية أو التعاطي متعدد الأطراف، يريد "ترامب" من أوروبا حل مشكلاتها الخاصة.

وينوه لأنه في مطلع القرن العشرين بدأ الرئيس "ثيودور روزفلت" مغامرات الإمبريالية الأمريكية، لكن بعد الحرب العالمية الثانية، تعلمت واشنطن الدرس جيدًا واتضح ذلك في تصميم النظام العالمي الجديد الذي تقوده.

وختم بقوله: "سيكتشف الرئيس الجديد قريبًا أن الولايات المتحدة في حاجة إلى مساعدة في مكافحة الإرهاب، وأن الشركات الأمريكية ستكون أكبر الخاسرين من الانجراف مرة أخرى إلى الحمائية العالمية".

وأنه "عاجلاً أم أجلاً.. سيجد الرئيس الجديد أن معظم أهدافه بعيدة عن متناول الولايات المتحدة بمفردها، فالصفقات ليست بديلاً للحلفاء والتغريدات الغاضبة لن تعيد القوة والهيبة الأمريكية".

http://www.salon.com/2017/01/22/middle-east-derangement-syndrome-egypt-turkey-and-israel-have-all-fallen-prey-to-delusions-about-trump/