أشهر رجل أعمال سعودي يفضح أسباب تطفيش السيسي للمستثمرين

- ‎فيعربي ودولي

أكد واحد من أقدم وأهم المستثمرين العرب فى مِصْر، الشيخ عبدالرحمن الشربتلى، المستثمر السعودي، أنه يستثمر فى مِصْر ليس لأن هناك استثمار حقيقي فيها حاليا تحت حكم الانقلاب أو أن هناك حوافز تشجع على الاستثمار، ولكن لعلاقته التاريخية بمِصْر فقط ليس إلا، موضحًا أن سلطات الانقلاب يخشون اتخاذ القرار، ولا تلتزم الدولة بتعاقداتها، وأن التراخيص لسوق التجزئة تمنح بعشوائية.

وقال الشربتلي -خلال حواره لصحيفة "المصري اليوم"، اليوم الأربعاء-: إن الإدارة السياسية في سلطات الانقلاب تعتقد أنه بتغيير الوزراء يكون قد تحقق الإصلاح، دون أن يدركوا أن الدولة يحكم ويتحكم فيها «الموظفون» ممن هم تحت الوزير.

وأوضح «الشربتلى» أن رئيس الوزراء نفسه لا يستطيع إصدار قرار دون موافقتهم، منوهًا بأن هذا البلد على أعتابِ مرحلةٍ فارقة تذهب إلى العودة للوراء.

وقال: "نعم.. اتضح أن المؤمن يلدغ كثيرًا، بل أصبح يتواءم مع اللدغ؛ حيث عدت للاستثمار فى مِصْر فى بداية الثمانينيات؛ حيث كنت وشركائى من أَول الملبين لِتوجيهات حكومتنا الرشيدة بضرورة الاستثمار فيِ هذا البلد الشقيق، ورغم ما حدث لنا فى عهد عبدالناصر، فإنني ارتبطت بمِصْر، والكل كان يقول لنا كيف ندخل القفص، لكن لا أحد يقول كيف تخرج منه، ويتركونك فريسة للنظم البيروقراطية، وللغيورين من مِصْر والراغبين في طرد الاستثمار منها تحت حكم الانقلاب.

وقال: إن حكومة الانقلاب تعد ولا توفي، فقد وعدتنا بوعود جعلتنا نمسك بالسماء، ثم تبدد كل شىء على أرض الواقع، وظلت الحكومات المتعاقبة على النهج نفسه، تعد ولا توفى، ومع ذلك ظلت استثماراتنا مستمرة منذ عشرات السنوات وما زالت رغم المصاعب التيِ تعرضنا لها، علمًا بأننا لم نسترجع أموالنا ولم نخرج استثماراتنا للخارج، ولا حتى جزءًا من عمليات بيع بعض الوحدات أو تأجير المحلات، بل قمنا وما زلنا بضخها من جديد فى استثمارات جديدة على أمل تحسن الأوضاع وتحقيق أرباح للشركة من ناحية وإعادة مِصْرنا الحبيبة لتصبح أم الدنيا من ناحية أخرى، لكن لم يتم الوفاء بما عهد ووعد به السيسي.

– كشف لأنه استمر في السوق المصرية "على أمل أن نعوض ما خسرناه من رأس المال الدولارى الذى دفعناه؛ لأنه بعد إدخال رأس المال وتملك أصول يصعب جدًّا الخروج من السوق، كما علينا إدارة المشروعات الموجودة لمواجهة سداد القروض التى ندين بها للبنوك، فلا بد من الاستمرار لتعويض فرق القيمة الدولارية الذى دفعناه أمام هبوط الجنيه، ولو كنا وضعنا أموالنا ودائع فى البنوك لكان الوضع أفضل كثيرًا، وبالمناسبة انسحب عدد من شركائنا ممن رأوا صعوبة الوضع وعدم القدرة على التكيف معه، وانضم آخرون يرون أن مستقبل مِصْر واعدًا أيا كانت المعوقات".

وقال: إن المستثمرين تحولوا إلى متسولين في عهد الانقلاب، ويعد عدم رغبة المسئولين فى التوقيع على أى ورقة وانتشار الأيدى المرتعشة وخوف الوزراء من السجن أبرز المعوقات الحالية، فأصبح عدد من الوزراء يعينون ويتغيرون دون أن يوقع الواحد منهم ورقة واحدة خلال وجوده على الكرسى، فهناك وزراء فى السجن والكل يخشى أن يلقى المصير نفسه، والنتيجة ازدياد تعقد الأمور فى مجال الاستثمار، ثالثًا عدم وفاء الدولة بتعاقداتها.

– وأشار إلى شراء أرض فى شرم الشيخ فى الصحراء بالتقسيط، "وعندما رأينا بعض ممارسات الدولة مع المستثمرين كسحب وزارة الزراعة والصناعة لأراض من مستثمرين قررنا أن ندفع كامل المبلغ، وعرضنا على الدولة سداد جميع المستحقات فى مقابل جدولة فوائد الأقساط وتملك الأرض، وذهبنا إلى المسئولين إلا أنهم رفضوا، فذهبنا إلى المهندس إبراهيم محلب الذى أرسل إلى الوزراء المعنيين، لسؤالهم عن المشكلة، فقال له أحدهم إن الأرض عليها التزامات كعمل البنية التحتية وخلافه، فقلنا لهم اكتبوا ما تشاءون فى العقد الأزرق، وضعوا كل الشروط التى تحفظ حق الدولة، وكنا نعضد موقفنا بتقرير من اللجنة الخاصة بالاستثمار فى وزارة الدفاع، وتقرير آخر من هيئة الاستثمار، وقلنا لهم فى حالة عدم تنفيذ العقد الأزرق معكم ألغوه، فالمستثمر لن يأخذ الأرض ويهرب بها إلى الخارج، وطلب منهم المهندس محلب أن يكتبوا العقد بالصيغة التى تعطي المستثمر حقه وتحفظ حقوق الدولة وهو سيوقعه بنفسه، ومع ذلك ذهب الوزراء دون رجعة ولم ينفذوا شيئا".

وقال الشربتلي: إن السيسى نفسه لا يملك حلا لهم؛ لأن هذه الدولة يحكمها الموظفون، فأنتم تعتقدون أنه بتغيير الوزراء يكون قد حدث تغيير.

رئيس مجلس إدارة الهيئة ونائبه ووكلاء الوزارة والمديرون العموم كما هم لم يتغيروا.. يأتى وزير ويرحل وزير، وهم باقون بنفس ثقافتهم وسطوتهم على الاستثمار، والكل خائف ومرعوب، والاستثمار لا ينمو فى بيئة من الخوف، الاستثمار يحتاج إلى جسارة وجرأة فى اتخاذ القرارات.. هكذا تتقدم الدول، ومنذ عشرين عامًا وأنا أقول الكلمات نفسها للحكومات المتعاقبة "المناخ فى مصر طارد للاستثمار.. وليس جاذبًا له".