بعد زيارته إلى تشاد.. نتنياهو يغزو القارة السمراء لحصار مصر

- ‎فيعربي ودولي

وصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمس الأحد، إلى العاصمة التشادية “أنجمينا”، في زيارة هي الأولى من نوعها لرئيس وزراء إسرائيلي للدولة ذات أغلبية مسلمة.

ووصف “نتنياهو” زيارته إلى تشاد بأنها “تاريخية”، مشيرا إلى أن تشاد “دولة إسلامية عملاقة تتاخم ليبيا والسودان”.

وشدد على أن زيارته لتشاد تهدف إلى “تحقيق اختراق دبلوماسي تاريخي ومهم”، قائلا إن تلك الزيارة تعد “جزءا من الثورة التي نحدثها في العالمين العربي والإسلامي”.

وتشهد العلاقات الإسرائيلية تناميًا ملحوظًا مع دول عربية وإسلامية، وكان “نتنياهو” قد زار مؤخرا سلطنة عمان والتقى السلطان “قابوس” بن سعيد” في زيارة أثارت جدلا واسعا حينها، وسط تسريبات بأنه سيزور دولة خليجية أخرى قريبا، ألمحت مصادر إلى أنها ستكون البحرين، وتم الإعلان عن تفاصيل زيارة نتنياهو للسلطنة في وكالة الأنباء العمانية وحساب رئيس الوزراء الإسرائيلي بموقع “تويتر” في أكتوبر الماضي.

الرئيس التشادي

وفي نوفمبر الماضي، زار الرئيس التشادي إسرائيل، ووصف نتنياهو الزيارة بأنها تاريخية. واستقبل نتنياهو رئيس تشاد، إدريس ديبي، بترحاب شديد وفقًا لما جاء في حسابه على موقع “تويتر”.

ونشر نتنياهو، عبر حسابه على “تويتر”، تفاصيل لقائه رئيس تشاد، لافتا إلى الحديث الذي دار بينهما، موضحا: “قلت للرئيس التشادي ديبي: سأقوم قريبا بزيارات أخرى إلى الدول العربية”.

وعن زيارة رئيس تشاد إلى إسرائيل، قال نتنياهو: إن “تشاد هي دولة مهمة جدا في إفريقيا ومهمة جدا بالنسبة لإسرائيل. يسرني أن نجدد الصداقة بيننا. لم نقطع أبدا العلاقات بيننا بشكل كامل ولكن الآن نعمقها بوتيرة عالية للغاية”.

واستضاف نتنياهو الرئيس التشادي ديبي في مقر إقامته الرسمي، وبحث معه “العلاقات بين البلدين وكيفية التعاون بينهما لصالح الشعبين ولضمان تحقيق السلام والأمان”.

ومن بين ما قاله نتنياهو للرئيس التشادي ديبي: “سنواصل محادثاتنا وإنني على قناعة بأنها ستكون مثمرة للغاية”.

القارة السمراء

ويرى نتنياهو أن “زيارة الرئيس ديبي التاريخية إلى إسرائيل ترمز إلى عصر جديد سيتسم بالأمان وبالتعاون وبالسلام. وفي هذه الروح أرحب بك في بيتنا هنا في أورشليم. أهلا وسهلا بك”، حسبما غرد عبر حسابه على موقع “تويتر”.

العلاقات الصهيونية في إفريقيا تمثل اختراقًا غير مسبوق في القارة السمراء، بمقتضاه تحاصر مصر بقوة أكبر مما هي عليه الآن، حيث إن علاقات إسرائيل الحسنة مع السيسي ونظامه لم تمنع الأفعى الصهيونية من التمادي في سياسة شد الأطراف حول خاصرة مصر الرخوة في إفريقيا، حيث تراجع الدور المصري.

كما يستهدف نتنياهو الولوج إلى ليبيا عبر الجنوب، الذي يتمدد فيه حليفهم خليفة حفتر، رافعا شعار محاربة الإرهاب، الذي بات سلعة تلجأ لها الدول لتحقيق أهدافها، بجانب ذلك تسعى إسرائيل إلى لعب دور أوسع فى السودان على حساب مصر.

مآرب أخرى

كما يستهدف نتنياهو تجديد العلاقات بين البلدين، وفتح المجال الجوي التشادي أمام الرحلات الجوية الإسرائيليّة المتجهة إلى أمريكا اللاتينيّة، وسط أنباء تفيد بأن إسرائيل تجري مباحثات مماثلة مع السودان للغرض ذاته.

وفي نوفمبر الماضي، قدّم ديبي لنتنياهو، ومستشار الأمن القومي الإسرائيلي مئير بن شبات، قائمة بالمطالب التي تشترطها تشاد لاستئناف العلاقات الدبلوماسية الرسمية بين الجانبين، والتي تتعلق بمجال التعاون المشترك والمساعدات في المجالين العسكري والأمني.

كانت القناة العاشرة الإسرائيلية، قد نقلت حينها عن مسئولين في وزارة الخارجية الإسرائيلية، أن المطالب التي حدّدها الرئيس التشادي تتضمن قائمة بالمعدات العسكرية التي تريد تشاد شراءها من إسرائيل.

وأشار المسئولون إلى أن قائمة ديبي كانت موّسعة للغاية، وأثارت مخاوف جدية لدى من اطّلعوا عليها حول إمكانية التجاوب معها.