سخرية واسعة من “هلوسة الأهرام” بأن مصر ستصبح السابع عالميًا في 2030

- ‎فيتقارير

“خبر بديع ومزهزه” الوصف المعتمد من سكارى السيسي، بعدما غلبهم الواقع إلى الخيال، بعنوان نشرته الأهرام بأن “اقتصاد مصر عام 2030 سيصبح السابع عالميا”، ليكون بحسب السكارى ضمن أكبر 10 اقتصاديات عالمية عام 2030، وجهة اعتماده حسب زعمهم تقرير صادر عن بنك “ستاندرد تشارترد”، نشرته وكالة “بلومبيرج”، يقول إن الاقتصاد المصري سيبلغ عام 2030 نحو 8.2 تريليون دولار، وسيسبق اقتصاد روسيا واليابان وألمانيا!.

الحشيش ملأ الكيس!

لم يجد هذا الزعم من النشطاء إلا الإشارة إلى نوع المخدر، سواء كان الحشيش أو الاستروكس المستخدم وجودته لدى السيسي ووزرائه وإعلامه والسكارى المدافعين عن “إنجازاته”.

يناقضهم قول أحد النشطاء: “احتاجت ألمانيا 50 سنة لتصل إلى المركز الرابع بناتج قومي 5 ترليون $؟ والناتج في مصر=230مليار$؟ فمن الغباء والبله أن تسير على خطى مبارك والسادات وتتوقع الحصول على نتائج أفضل؟

أما الكاتب الصحفي القومي أمين المهدي فاعتبر الخبر من دفتر أحوال السكارى فقال: “من أحوال المحششة.. الأهرام: “اقتصاد مصر السابع عالميا بـ2 ,8تريليون.. “في المستقبل الوردي يكفي ذكر اسم غرزة مصر/ سيسي بجوار أي اسم آخر حتى يسقط من حالق في مستنقع الدعاية المأجورة والإعلانات مدفوعة الثمن،من أي مصدر ستكون مصر أي شيء اقتصاديا وهي بلد غير منتج أصلا؟”.

سخرية لاذعة

ووجه الصحفي صبحي بحيري سخرية لاذعة على التصريح فكتب على فيسبوك: “اقتصاد مصر حاليا قوامه 250 مليار دولار” يعني الناتج القومي يعادل 250 مليار” طبقا لبيانات البنك الدولي، ومعنى هذا أن ناتجنا القومي سيتضاعف 33 مرة خلال الـ11 عاما القادمة ليصل إلى 8300 مليار عام 2030، وأننا سوف نسبق اليابان وروسيا وإنجلترا وفرنسا وإسرائيل وتركيا وكل دول أمريكا اللاتينية وكذلك دول الخليج البترولية”.

مضيفا أن المواطن المصري سيكون أغنى من مواطني تلك الدول، وأن المصري سيتمكن من استقدام خادمة وعمال نظافة ويصبح الكفيل لتلك الدول التي تسبقنا حاليا.

وعلق على خبر الأهرام بأن نبوءة طارق عامر محافظ البنك المركزى وصديقه اللواء فاروق المقرحي سوف تتحقق، وأن الدولار سيكون بـ4 جنيهات!

وعن دخل الفرد المتوقع في ضوء ما بثه إعلام الإنقلاب قال: “أقسم الـ8200 مليار دولار على عدد سكان مصر في 2030 وليكن 120 مليون نسمة ستجد أن دخلك بعد 11 عاما من الآن سيكون 68 ألف دولار في العام “يعني لو أسرتك مكونه من 4 أولاد وانت وامهم سيكون دخلكم 400 ألف دولار في السنة”.

وبطبيعته الساخرة ختم قائلا: “شاهد إعلام بلدك حبيبتك مصر وابتسم فى ثقة وانظر للمستقبل بعين المليونير المتفائل وسيبك بقى من بطاقة التموين ، وأزمة البطاطس وفضيحة تسريب امتحانات أولى ثانوى ولا تهتم بجريمة ضابط الشرطة الممسوك بربع طن حشيش اصلى ولا اى من مشاكل البلد الحالية لانها بمثابة سحابة صيف”.

 

تواضع لدرجة “مفيش”

وتحت عنوان “الاقتصاد المصري “السابع عالميا” في العام 2030!!” كتب الخبير الاقتصادي د.أشرف دوابة على “عربي 21” مقالا أوضح فيه أن “الاقتصاد المصري لا يملك بنية هيكلية تخرجه من دائرة الديون التي أدمنها، وهو اقتصاد بطبيعته اقتصاد ريعي؛ كان اعتماده الأساسي على السياحة، ولما أصابها ما أصابها، لم تحاول الحكومة إصلاح المنظومة بصورة رشيدة، فامتدت يدها تنهم من الديون حتى بات ترقيعها هو الأساس، وتضاعفت في عهد السيسي أضعافا مضاعفة لتتجاوز 5.5 تريليونات جنيه”.

وأضاف أن “الحكومة” سارت على نهج من يقودها بعقلية عسكرية نحو مشروعات تفاخرية تضخم من حجم الديون ولا تحقق قيمة مضافة حقيقية، مثل مشروع تفريعة قناة السويس ومشروع العاصمة الإدارية الجديدة وما فيها من مبان، في وقت يهدم الإنسان، بل ويموت من البرد في مصر.

وعن حجم التوقعات غير الدقيقة قال إن هؤلاء المتنبئين لا يعرفون أنهم لا يعرفون. ويعتمدون قبل كل شيء على أن جميع التنبؤات سواء كانت صحيحة أو خاطئة سرعان ما تعرف طريقها للنسيان، وهم يراهنون على ذلك.

شهادة غير المعقول!

وكتب أحد الموالين للسيسي رسالة له بعنوان: “..تخلص من فريقك الإعلامي”، وقال خالد رفعت صالح بعد إطراء على قائد الانقلاب “.. فريقك الإعلامي والمستشارين الإعلاميين بتوعك للأسف يضيعوا كل مجهودك .. لأنهم غير مدركين أن اعلام احمد سعيد لم يعد ينفع في زمن الفضائيات ووسائل التواصل الاجتماعي..”.

وأضاف: “حجم الاقتصاد المصري الآن أقل من ٣٠٠ مليار دوﻻر.. ولكى يتضاعف ٢٧ مرة مع نسبة نمو حوالى ٥% (الرقم ده من نفس المانشيت) عاوزين ١١١ سنة مش ١١ سنة يعنى على سنة ٢١٣٠ .. طبعا بعد المانشيت غير المعقول ده الناس نسيت ان نسبة النمو زادت بالفعل من 2.3 الى 5.6% فى اخر 5 سنوات واتريقوا على الكلام الغير معقول اللى فى المانشيت.. يعني مجهودك الحقيقي محدش اتكلم عنه لان الإعلام المطبلاتى بيجود من عنده فضيع الحقائق ونشر الأوهام”.

ما بعد الهلوسة

واعتبر الكاتب محمد فراج أن عنوان الأهرام والدراسة غير حقيقية وتحت عنوان “مرحلة ما بعد الهلوسة !!”، وصف الإعلام الحكومي بـ”التخريف والهجص والنفاق..”.

وعن دقة المنقول من التقرير قال إن “اﻻرقام المذكورة في تقرير” الاهرام” – نقلا عن بلومبيرج- تستند إلى حسابات علي اساس تعادل القوة الشرائية للدوﻻر (PPP)..وليس علي اساس قيمة الناتج المحلي الاجمالي (GDP) بالدوﻻر.. وهناك فارق بينهما قد يكون كبيرا ، او حتي كبيرا جدا في بعض اﻻحيان…وهذا الفارق امر معروف لكل من له علاقة بالاقتصاد”.

وأكد أن “الجريدة تعمدت الخلط بين الامرين..وذكر ترتيب الدول من حيث (قوتها اﻻقتصادية) بطريقة توحي بوضوح بان الحساب علي اساس قيمة الناتج المحلي الاجمالي( GDP)….(اقتصاد مصر السابع عالميا ب8.2 تريليون دوﻻر عام 2030)… (بلومبيرج : القاهر تسبق روسيا واليابان.. والصين الاولي والمانيا تتذيل القائمة)…ولم تتحدث عن القوة الشرائية للدوﻻر اﻻ في الفقرة الثالثة من الموضوع”.

وأشار إلى أن القارئ العادي الذي ﻻيعرف الفارق بين الطريقتين في الحساب..وكان ينبغي توضيحه منعا للالتباس..لكن الجريدة تعمدت التعتيم علي معيار حساباتها، وتحديدها للمراكز الاقتصادية للدول، بما يفتح المجال للالتباس (عمدا). وأوضح أن ذلك كان بغية الوصول لنتيجة أن “مصر ستكون في المركز السابع عالميا من حيث القوة اﻻقتصادية عام 2030..وهو امر غير صحيح في جميع الاحوال”.

واستغرب على جريدة الأهرام والديسك المركزي حرف منهج التقييم ووضع العناوين المثيرة لاسيما وأن في الأهرام مركز دراسات عريق ، وبه وحدة دراسات اقتصادية قوية جدا ، كان يمكن – وينبغي -الرجوع اليها، معتبرا أن ذلك هو الحد الأدنى من الحس الصحفي واﻻقتصادي والذكاء العادي (والعلم طبعا) يوجب التوقف امام هذه اﻻرقام الهائلة التي تمثل انقلابا في خريطة القوي اﻻقتصادية العالمية.

الهدف برأي محمد فراج هو خديعة بأن “السياسات اﻻقتصادية ممتازة و(الإصلاحات) رائعة إلى آخر تلك اﻻسطوانة المشروخة التي ﻻيكفون عن ترديدها بغض النظر عن تناقضها مع الوقائع .