تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو لاستغاثات مواطنين مصابين بكورونا قبل أن يلفظوا أنفاسهم الأخيرة؛ بسبب إهمال حكومة الانقلاب وتقاعسها عن نجدتهم.
وتتواصل معاناة المصريين واستغاثاتهم بشكل يومي مع تصاعد خطير لمؤشر إصابات فيروس كورونا المستجد في البلاد، لتأخذ الشكاوى أشكالا وأبعادا متباينة وأحيانا مؤسفة.
الفيديو الأول كان لمريض قلب وسكر وضغط بمنطقة الشرابية بالقاهرة، يشكو من ظهور أعراض كورونا عليه منذ 3 أيام قبل أن يتوفى.
وقال المواطن، إنه يتلقى أدوية لعلاج الذبحة الصدرية أسفرت عن حساسية على الصدر، حتى فوجئ برعشة قوية في جسده صحبها ارتفاع في درجة حرارة الجسم إلى 39.5 درجة مئوية، ثم تطورت الحالة إلى إسهال مستمر.
وتابع "ومعدتش (لم أصبح) بأقدر آخد نفسي إلا إذا كحيت جامد وده غلط على الدعامات، انهادرة الصبح بدأ يجيلي إسهال، أنا تعبان".
كما تداول ناشطون مقطع فيديو لاستغاثة مواطنة لإنقاذ والدها ووالدتها عقب إصابتهما بكورونا، قائلة: "أنا أبويا بيموت.. أرجوكم ساعدوني".
وتعكس مقاطع الفيديو المتداولة حجم الأزمة الصحية، التي لا تتسق مع ما تعلنه وزارة الصحة من أرقام المصابين والمتوفين جراء الإصابة بالفيروس التاجي.
كما انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو لمواطن بمنطقة إمبابة في شمال محافظة الجيزة، يصرخ من رفض استقبال والدته بالمستشفى رغم تشخيصها بكورونا، قائلًا "هو احنا مالناش حق في الدولة يعني؟ أمي تموت؟".
كما أطلق مواطن آخر استغاثة من أمام مستشفى الأمل بالجيزة، بعد تفاجُئِه بأن تكلفة ليلة العزل الواحدة لمصابي كورونا 20 ألف جنيه، مطالبًا وزيرة الصحة بالتحرك وعمل أي شيء لإنقاذ الحالات التي معه.
وهدد في وقت سابق، أحد المواطنين بحرق نفسه لرفض بعض المستشفيات استقبال أمه المريضة، وتكرر المشهد من مواطن آخر بعد تجاهل علاج شقيقته.
وفي أسيوط، توفيت سيدة مشتبه في إصابتها بكورونا وتم نقلها إلى المقابر بواسطة الأهالي دون إجراءات وقاية من مستشفى حميات ديروط، ونفس المشهد تكرر أمس في محافظة الشرقية، الأمر الذي ينذر بكارثة.
وبعد تفاقم الأوضاع وتقاعس وزارة الصحة، لجأت قرية شنبارة الميمونة بالشرقية إلى الحلول الذاتية بتجهيز مدرسة لعزل المصابين بكورونا وتعقيم الشوارع وتوفير أدوات تغسيل الموتى، وشراء أدوات وقائية وصندوق للتبرعات بإشراف من المحافظة.
ووفق آخر إحصائية لوزارة الصحة، فإن إجمالي العدد الذي تم تسجيله في مصر بفيروس كورونا المستجد، حتى الجمعة، هو 22082 حالة من ضمنهم 5511 حالة تم شفاؤها وخرجت من مستشفيات العزل والحجر الصحي، و879 حالة وفاة.