تواصل الانتهاكات بالسجون ومنع الزيارة بـ”بدر” 3 وإخفاء “أحمد” و”خالد” منذ سنوات

- ‎فيحريات

رصدت "مؤسسة جِوار للحقوق والحريات" استمرار منع الزيارة عن المعتقلين في سجن بدر 3 منذ أن تم نقلهم إليه في يونيو 2022.

وأكدت المؤسسة، خلال نشرتها الأسبوعية عن أحوال السجون، استمرار منع إدراة السجون منذ ما يقارب الـ3 أشهر للبيض والبروتين من التعيين، والذي كان قبل قرار المنع يُوزع بشكل طبيعي في التعيين مرتان بالأسبوع ، فضلا عن تقليل  كميات التعيين بشكل ملحوظ جدا، وزيادة أسعار الكانتين بشكل مبالغ فيه.

كما أكدت استمرار جرائم الإخفاء القسري الموثقه منذ سنوات لعدد من المختفين، بينهم المعتقل محمد عبداللطيف الذي أتم  ثلاثة أعوام من الإخفاء القسري ، حيث تم اعتقاله من مطار القاهرة يوم 27 يناير 2020 بعد قدومه من السودان على متن الرحلة رقم 854 و المعتقل أحمد محمد داوود  الذي أتم 3 سنوات و3 شهور مختف قسريا، حيث تم اعتقاله بتاريخ 20 نوفمبر 2019.

وأشارت إلى وفاة المعتقل سامح طلبة صالح بعد تدهور حالته الصحية وحبسه لمدة شهرين في مركز شرطة الزقازيق وكان قد أنهى  حبسه لمدة عامين.

ورصدت "جوار" ظهور 60 من المختفين قسريا لفترات متفاوتة في نيابة أمن الانقلاب العليا بالقاهرة، وقررت النيابة حبسهم 15 يوما على ذمة التحقيقات بينهم ظهور المختفين قسريا "مصطفى شعبان" و "مصطفى جمعة" و "محمد عزت طه" و "محمد نصر عبدالحميد" بعد 3 سنوات ونصف من الإخفاء القسري وجرى التحقيق معهم على ذمة القضية رقم 145 لسنة 2023.

 

أكثر من 4 سنوات على إخفاء أحمد مجاهد طالب هندسة الأزهر بالقاهرة

وتضامنت "جوار" مع أسرة المختفي قسريا طالب الهندسة بجامعة الأزهر بالقاهر أحمد السيد حسن مجاهد الذي يتواصل إخفاؤه قسريا منذ أكثر من 4 سنوات ضمن مسلسل جرائم نظام السيسي المنقلب التي لا تسقط بالتقادم.

وكتبت شقيقته: "الإنسان مبقاش قادر يتكلم ولا يكتب ربع كلمة ، والله مبقاش فيه كلام يتقال ولا يتكتب ، لكن أخي أحمد فات من عمره أربع سنين وشهر مختف قسريا ، منعرفش طريقه ولا نعرف عنه شيئا ، حتى منعرفش إذا كان عايش أم لا،  محدش يسألني إزاي، عشان اكتشفت أن الناس مش مستوعبة الأمر لكن دا الحال ودا الواقع".

وتابعت: "مش فاهمه ليه ممكن إنسان لا يملك من أمره شيئا ، حتى لا يملك إنه يأخد نفس ولا يخرجه إلا بإذن الله ، يتسبب في دا لبشر، لكن هذا قضاء الله الحمدلله راضيين".

واستكملت "تعرفوا وصلنا إنه بقى أقصى أمانينا فعلا إننا نعرف طريق أخويا ونطمن عليه بس بس والله ، لكن حسبنا وعزاؤنا أنها دنيا فانية وفيه آخرة وحساب ، ولا يظلم ربك أحدا".

واختتمت: "الله يجعل لنا وله مخرجا، وينتقم من ظالميه آمين ، جيت أفكركوا بس ربما تكونوا نسيتوا".

يشار إلى أن الضحية البالغ من العمر 23 عاما تم اعتقاله تعسفيا بتاريخ 25 نوفمبر 2018 وكان  وقتها في طريقه لأداء الامتحان بالكلية ، وعقب الانتهاء من الامتحان في حوالي الساعة الثانية عشر ظهرا، توجه إلى باب الجامعة للخروج فتم استيقافه من قبل أمن الجامعة وسؤاله عن الكارنية الخاص به ثم تركوه يرحل، وبشهادة أحد زملائه، خرج من الجامعة واختفى تماما من وقتها وانقطعت أخباره.

ورغم تحرك أسرته على جميع الأصعدة باتخاذ الإجراءات القانونية وإرسال تلغرافات للجهات المعنية، وعمل بلاغ في النيابة والسؤال عنه في قسم شرطة مدينة نصر أول وثان أكثر من مرة ، إلا أنها لم تتوصل لمكان احتجازه حتى الآن.

 

إخفاء خالد عز الدين منذ أحداث المنصة يوليو 2013

إلى ذلك وثقت حملة "أوقفوا الاختفاء القسري" استمرار الجريمة ذاتها  بحق المحاسب خالد محمد حافظ عزالدين من أبناء بني سويف منذ أحداث المنصة التي وقعت بمحيط اعتصام رابعة العدوية بتاريخ 27 يوليو 2013 بعد إصابته بطلق ناري.

وذكرت زوجته أنها رأته عبر شاشة التليفزيون، وكان مصابا في رأسه بالمستشفى الميداني بميدان رابعة، خلال الاشتباكات بين المعتصمين وقوات الشرطة في شارع النصر ناحية المنصة بمدينة نصر، ثم خرجت به عربة إسعاف خارج محيط الاعتصام للتوجه به إلى مكان غير معلوم، وردت لزوجته معلومات تفيد بوجوده في مستشفى سجن طره عن طريق أحد الأطباء بمستشفى السجن والذي أكد أنه تعافى من إصابته، ولكن بعد سؤالها هناك لم تتوصل إليه وأنكر مسؤولوا السجن وجوده لديهم.

وتابعت: "قامت زوجته بالبحث عنه في السجون الرسمية ومعسكرات الأمن المركزي ، وقامت بعمل تحليل البصمة الوراثية على الجثث المحترقة والتي لم يتم التعرف عليها بعد عملية فض اعتصام رابعة العدوية والنهضة، ولم تتطابق مع جثامين القتلى".

وتوصلت زوجته لمعلومات تفيد بوجوده بسجن العزولي الحربي وهو سجن داخل مقر قيادة الجيش الثاني الميداني بمحافظة الإسماعيلية، ويشتهر هذا السجن باحتجاز المدنيين واستجوابهم على أيدي محققي المخابرات الحربية، وذهبت بالفعل لحضور جلسات بعض الجنود الذين يحاكمون عسكريا بمحكمة الجلاء وتمكنت من مقابلة بعض الجنود الذين أخبروها بأنهم سمعوا الاسم يتردد على آذانهم ، وبعضهم أخبرها بأنه موجود بقسم التحريات بالطابق الثالث من السجن.

مؤخرا رصدت منظمة “كوميتي فور جستس”2238 انتهاكا في تقريرها الربع سنوي الرابع (أكتوبر – ديسمبر) 2022 ضمن مشروعها لـمراقبة الانتهاكات داخل السجون ومراكز الاحتجاز المصرية، تصدرتهم الانتهاكات ضمن الحرمان من الحرية تعسفيا، والتي كان لها النصيب الأكبر بواقع 2000 انتهاك مرصود، يليها الانتهاكات ضمن الاختفاء القسري بواقع 119 انتهاكا مرصودا، و89 انتهاكا مرصودا ضمن سوء أوضاع الاحتجاز؛ بما فيها الحرمان المُتعمد من الرعاية الصحية، و18 انتهاكا ضمن جرائم التعذيب و12 انتهاكا ضمن الوفاة داخل مقار الاحتجاز. 

 

انتهاكات حقوقية 

وأكدت المنظمة أن الربع الأخير من العام 2022، حفِل بالعديد من الانتهاكات الحقوقية التي مارستها سلطات النظام الانقلابي في مصر  بالتزامن مع انطلاق دعوات التظاهر في 11 نوفمبر 2022؛ احتجاجا على الأوضاع الاقتصادية المتدهورة، وكذلك مع عقد مؤتمر قمة المناخ Cop27، في مدينة شرم الشيخ ؛ والذي وضع ملف مصر الحقوقي في بؤرة تركيز الرأي العام العالمي.

ودعت المنظمة في ختام التقرير، إلى فتح تحقيق في جرائم التعذيب والاختفاء القسري والحرمان العمدي من الرعاية الصحية بحق الضحايا الذين وثق التقرير حالتهم التي وقعت في مقار الاحتجاز الرسمية وغير الرسمية، وتتبع الجناة ومنع الإفلات من العقاب، بالإضافة إلى تفعيل دور النيابة الرقابي على جميع مقار الاحتجاز في مصر لتفادي وقوع مثل تلك الجرائم مجددا.

وأوصت  بالإفراج الفوري عن جميع ضحايا الاحتجاز التعسفي على خلفية دعوات التظاهر في 11/11، وجميع معتقلي الرأي وإعادة النظر في أوضاع المحتجزين، خاصة في مركز الإصلاح والتأهيل بمدينة بدر، وتحسين الأوضاع السيئة المتعلقة باحتجازهم، ومحاكمتهم في ظروف عادلة لهم ولدفاعهم.