منظمات دولية تحذر : سكان قطاع غزة يواجهون عملية تجويع ممنهجة

- ‎فيعربي ودولي

 

فى الوقت الذى تواصل فيه آلة الحرب الصهيونية عمليات الإبادة الجماعية فى قطاع غزة حذرت منظمات دولية من أن أوضاع القطاع أصبحت كارثية، مؤكدة أن الآلاف معرضون للموت بسبب حرب التجويع التى يمارسها جيش الاحتلال ضد السكان .

وطالبت المنظمات المجتمع الدولى بالتحرك قبل فوات الآوان ووقف هذه الحرب البشعة وادخال المساعدات الإنسانية لانقاذ الفلسطينيين من الموت . 

 

تجويع ممنهج

من جانبه أكد عدنان أبو حسنة، المتحدث باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، أن الوضع في قطاع غزة وصل إلى درجة غير مسبوقة من التدهور الإنساني، ووصفه بـ"الفاجعة الكبرى".

وقال أبو حسنة في تصريحات صحفية ، إن كافة سكان قطاع غزة دون استثناء يتعرضون لعملية تجويع ممنهجة وخطيرة منذ بداية الحرب في السابع من أكتوبر.

وأشار إلى أن مئات الآلاف من الفلسطينيين يتضورون جوعًا، بينما تشهد مناطق غزة نزوحًا داخليًا واسع النطاق، تجاوز 600 ألف شخص، خاصة من بيت حانون وبيت لاهيا ومناطق شرق القطاع .

وشدد أبو حسنة على ان هؤلاء السكان فقدوا كل شيء في السابق، ويُدفع بهم اليوم قسرًا إلى مناطق أخرى داخل غزة تحت القصف والخطر.

وأوضح أن عمليات القتل الجارية لم تعد مبررة حتى من قبل الجانب الصهيوني، حيث يتم استهداف المدنيين بشكل يومي، بمن فيهم الأطفال وكبار السن، دون تقديم أي تبرير، على عكس ما كان يُروّج في السابق، مؤكدا أن المئات يُقتلون أو يُصابون يوميًا في ظروف مأساوية.

وفيما يخص المساعدات، كشف أبو حسنة أن ما دخل القطاع لا يتجاوز 130 شاحنة، رغم وجود موافقات أمنية على دخول أكثر من 400 شاحنة،  مشيرا إلى تحذيرات مفوض الأونروا، فيليب لازاريني، من أن كبار السن يموتون بسبب نقص الدواء، وأن خطر المجاعة والموت المحتم يهدد عشرات الآلاف من السكان ما لم يتم التحرك العاجل.

 

 

شبكة ميدانية

وأكد كاظم أبو خلف، المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف)، أن المؤسسات الأممية العاملة في قطاع غزة تمتلك آلية دقيقة وفعالة لجمع البيانات والمعلومات حول الوضع الإنساني، رغم التحديات الجسيمة الميدانية.

وقال أبو خلف في تصريحات صحفية: نحن نعتمد على شبكة ميدانية واسعة من الموظفين المحليين والدوليين الذين يواصلون العمل في ظروف غاية في الخطورة .

وأوضح أن هناك أكثر من 13 ألف موظف يعملون مع الأونروا داخل القطاع، إلى جانب عشرات الموظفين من اليونيسف، وجميعهم يسهمون في جمع معلومات دقيقة من قلب الحدث.

وأضاف أبو خلف: رغم انقطاع الاتصالات أحيانًا وصعوبة الوصول لبعض المناطق، فإن تقاريرنا اليومية توثق الحقائق على الأرض بدقة متناهية .

وتابع أن هذه المعلومات تُنقل مباشرة إلى عواصم القرار عبر اجتماعات دبلوماسية مغلقة، خاصة في أوروبا وواشنطن، حيث تقدم الأمم المتحدة إحاطات موسعة بعيدًا عن الأضواء الإعلامية، مؤكدا أن ما لا يستطيع الإعلام نقله في دقائق، نقوم نحن بعرضه في جلسات مفصلة تستمر لساعات مع مسئولين دوليين .

وأشار أبو خلف إلى أن تعدد المصادر والتقارير وتطابقها بين مؤسسات كبرى مثل برنامج الغذاء العالمي، الصليب الأحمر، واليونيسف، يمنح المجتمع الدولي ثقة كبيرة في مصداقية الأرقام والمعطيات.

واختتم قائلاً: نحن لا نكتفي بالحديث العام، بل نوثق كل شيء، من عدد الأطفال المصابين إلى مستويات سوء التغذية وانهيار البنية التحتية، وهذه التفاصيل تساهم في الضغط لصالح القضية الفلسطينية .

 

 

المنظمات الإنسانية

وأكد خبير العلاقات الدولية طارق البرديسي أن ما يحدث الآن في غزة يفوق كل تصور، مشيرًا إلى أن الاحتلال الصهيونى انتهك القانون الدولي الإنساني، واتفاقيات جنيف، بجانب عدم مراعاة الحصانة الدبلوماسية للأشخاص الطبيعيين، أو الحصانة الدبلوماسية لتلك المنظمات.

 

وأوضح البرديسي، فى تصريحات صحفية أن المنظمات الإنسانية تعاني من صعوبات كثيرة ولا تستطيع أن تقوم بمهامها المنوط بها في قطاع غزة، وذلك لأن كل العراقيل التي خلقتها دولة الاحتلال تحول دون قيامها بأعمالها.

وأشار إلى أن ما دخل قطاع غزة من مساعدات قليل، وهذه الشاحنات لا تسمن ولا تغنى من جوع، وبعض الخبراء يؤكدون أنها لا تكفى إطعام حارة أو شارع، مؤكدًا أن القطاع يحتاج مئات الشاحنات بشكل يومي، وما يحدث من انتهاكات وحصار وتجويع هى حرب إبادة.

 

 

إبادة جماعية

 

وأكدت أستاذ العلاقات الدولية الدكتورة وئام عثمان، أن المناورة البرية في قطاع غزة التى أعلن عنها جيش الاحتلال ، تعتبر خطة تهدف للسيطرة على ما بين 70% و75% من قطاع غزة، خلال فترة تمتد لنحو 3 أشهر عبر عملية موسعة تشارك فيها 5 فرق عسكرية لمواصلة استهداف عملية التطهير الواسعة لتهجير الفلسطينيين بمساعدة أمريكا.

وأوضحت وئام عثمان، فى تصريحات صحفية، أن الخطة تتضمن تقسيم قطاع غزة لعدة نقاط رئيسية مع تكرار ما يسمى بنموذج رفح، الذى أسفر عن عمليات عسكرية مكثفة بهدف تصفية البنية التحتية للفصائل الفلسطينية والقضاء على مقاتليها.

وأشارت إلى أن حكومة نتنياهو مستمرة فى عملية الإبادة الجماعية والتطهير العرقى للفلسطينيين فى خطوات تفعيلية نحو إجلاء الفلسطينيين عن غزة، ومحاولة السيطرة على القطاع، لافتة إلى أن الكثير من السكان يتجهون بالمخيمات نحو البحر للنجاة من النيران الإسرائيلية .