انتقد مراقبون صفقة الغاز بين مصر والكيان الصهيوني، معتبرين أنه بدلا من تكون مصر دولة مكتفية أو مصدّرة، أصبحت تستورد الغاز من الكيان بعد أن كانت تصدره أيضا للكيان بثمن بخس، رابطين بين صفقة الغاز مع الكيان وبين التفريط في السيادة الوطنية، دامجين بين البُعد الاقتصادي مع البُعد الأخلاقي والسياسي.
وبات المنتقدون يرون أن الصفقة ليست مجرد تجارة، بل رمز لارتباط النظام بالكيان الصهيوني على حساب مصالح مصر وفلسطين.
عدو تاريخي
وشكك المراقبون في جدوى الاكتشافات المصرية مثل حقل ظهر وغيره، حيث يُطرح سؤال: لماذا لم تحقق الاكتفاء الموعود؟
وعلق الإعلامي محمد جمال هلال @gamal_helal "سؤال وجودي مع إنه بسيط جداً لكن محير لكل الناس، هي مصر دولة مُصدِّرة للغاز ولا دولة مُستورِدة؟ ليه كان الاعتراض أيام مبارك إننا بنصدر الغاز للعدو؟ والنهارده العكس بنستورده منه.
وأضاف، " أفتكر في 2015 اتقال لنا إننا دخلنا عصر الاكتفاء والتصدير مع حقل ظهر الذي سيكفي العالم كله وليس مصر فقط؟ هل تبخر الحقل أم هل عبث بنا الإعلام؟ وهل اليوم دورنا تسيل الغاز المغتصب من أرض فلسطين لبيعه وتحويل الأموال للعدو مع أخذ العمولة التجارية؟(تجارة – تسيل- وسيط) ".
وتساءل مجددا "هل نحن في حاجة للغاز من العدو (مضطرين) أم هو في حاجة لدورنا في تسيله وتصديره؟".
واتهم المراقبون السيسي بالتفريط: سواء في الغاز، أو في الأراضي (تيران وصنافير، رأس الحكمة)، أو في حقوق الشعب، حيث يُقدَّم الأمر كجزء من "تفريط ممنهج".
وقال الفنان عمرو واكد @amrwaked: "يا ترى إيه اللي يخلي النظام المصري وفي هذا التوقيت، بعد كل هذه المذابح، وبعد إعلان أن نتنياهو مجرم حرب، وبعد انسحاب الدول الأوروبية من المشاركة في المسابقات الدولية احتجاجاً على مشاركة الصهاينة، وفي وسط كل هذه العزلة الدولية، يأتي السيسي في عجالة لإنقاذ لهذا الكيان المارق والمجرم؟ ما السر الذي يفرض على مصر أن تخرق القانون الدولي بهذا الشكل المعلن، وأن تتغاضى عن كل قيمها الوطنية، وأن تخون الإنسانية بهذا الشكل المرعب، وأن ترمي بأجيالها القادمة تحت قطار قدر أكثر من مشئوم؟ ما الذي يستدعي أو يستحق كل هذا الانسحاق؟ لماذا كل هذه الخيانة؟ ولماذا الرضا بهذا الهلاك؟".
وربط مراقبون بين البُعد القومي والأمني بتُصوَّر الصفقة كتهديد مباشر للأمن القومي المصري، لأن الاعتماد على "إسرائيل" في الطاقة يضع مصر في موقع ضعف.
وطن على طاولة البيع
وقال حساب @Veteran_Politc تحت هذا العنوان: "وطن على طاولة البيع" إنه "في يوم من الأيام، كانت مصر دولة بتصدر الغاز، النهارده بقت دولة بتستورد الغاز من عدوها التاريخي، وبتدفع مليارات علشان تشتري غاز كان في الأصل تحت مياهها".
وعن كيف حدث ؟ أضاف "بعد اكتشافات الغاز في شرق المتوسط، ظهرت حقول ضخمة كانت داخل نطاقات مصر البحرية.. لكن فجأة… ومع قرارات سياسية مقصودة، تغيرت الخرائط، واترسمت الحدود من جديد، وتحولت الحقول دي من “حقوق مصرية ” إلى ملك خالص لـ "إسرائيل."
وأوضح أن عبد الفتاح السيسي هو من وافق ووقّع وفرّط في حق مصر في غاز شرق المتوسط، وبكده سلّم الثروة وأمننا القومي لعدونا التاريخي،
وبعدها دخلنا مرحلة العار: مصر تشتري غازها من الاحتلال، وتسيّله في مصانعها، وتعيد تصديره، وكأنها مجرد محطة خدمات، مش دولة صاحبة حق.".
ملفات ملحقة
واستعرض الحساب أجزاء أخرى من ملف التفريط ومن ذلك : تيران وصنافير جزر مصرية تاريخيًا، اتنازل عنها رغم أحكام القضاء، ورغم رفض شعبي واضح.
و رأس الحكمة: مكنتش استثمار زي ما قالوا، ده تنازل عن موقع استراتيجي على البحر المتوسط، مقابل دولارات مؤقتة، تتصرف، وتفضل الأرض ضايعة.
و رأس جميلة – منطقة الجميمة أراضي خرجت من حسابات السيادة، ودخلت مزاد البيع.
و العريش وأهالي سيناء : تهجير قسري، بيوت تدمرت، مدن فرغت من سكانها، وكل ده باسم الأمن، من غير محاسبة، ولا شفافية، ولا حتى اعتراف بالجريمة، ولا تعويض للناس اللي حياتها دمرت.
وتابع: "القصة مش غاز بس… ولا جزر بس… ولا أرض بس… القصة تفريط ممنهج، ونظام بيتعامل مع البلد كأنها عزبة أبوه، ومع الأرض كأنها عبء يجب التخلص منه، ومع الشعب كأنه رقم مالوش قيمة.".
وحذر من غضبة الشعوب التي تتوجع ولا تنسى مضيفا "وإن الأرض اللي اتاخدت غصب، والحق اللي اتسرق بالتوقيع، هييجي يوم ويتردّ بإرادة الناس، يمكن يتأخر شوي، يمكن الطريق يبقى صعب، بس اليوم ده جاي، يوم الشعب يفوق، ويقوم، ويسترد بلده، وثروته، وكرامته، وساعتها، ولا خرائط مزوّرة، ولا اتفاقيات باطلة، ولا سلطة مفروضة، هتقدر تقف قدّام شعب قرر إنه يأخذ حقه بنفسه.".
البُعد الأخلاقي والإنساني
وركزت تغريدات على الربط بين الصفقة بالإبادة الجماعية في غزة، وتعتبر أن شراء الغاز دعم مباشر لإسرائيل في وقت تُتهم فيه بارتكاب جرائم حرب.
فقال عبد الرحمن مطر @AbdElrahma41413: "عارف أنت لما تبقى ماشي في إشارة مرور وتقابل شحات كلح وبجح ورخم ، اهو ده بالضبط،
فين الحقول اللي تم اكتشافها ؟ حقل ظهر ونرجس ؟ .. فين الـ 11 حقل اللي قلتم تم اكتشافهم منذ عام 2015 ليومنا هذا ؟!.. فين الحقل اللي قلتم تم اكتشافه من شهرين وفيه 2،5 مليار متر مكعب من الغاز ؟ فين طيب مصادر الطاقة المتنوعة اللي قلتم عليها ؟ ثم الغاز القطري والجزائري عرض عليكم وأنتم قلتم لا الإسـرائيلي أقرب، حتى لو الغاز القطري والجزائري أغلى ففي حاجة اسمها أمنك القومي للطاقة مينفعش يبقى في يد عدوك اللدود، أنتم بتبرروا إيه مش فاهم ؟! أنتو أقرب لبجاحة الشحات الرخم يشحت منك ولو مأخدتش حاجة يشتمك
دعوة للمحاسبة أو المقاومة
وأشار مراقبون إلى أهمية أن القضية ليست اقتصادية فقط بل وجودية ووطنية ، فكتبت الصحفية شيرين عرفة عبر @shirinarafah، "دعونا نفترض أننا جميعنا يهود وصهاينة وكفرة وولاد ….. ليس منا مسلم ولا ننتمي للعروبة، ولا نملك مثقال ذرة من دين أو أخلاق … لكن على الأقل نتفق بأننا جميعا أبناء لهذا البلد .. مصر .. وأن القائمين على حكمها اليوم، من المفترض أن يكون همهم الأول مصالح البلاد .. فإذا تكلمنا اليوم بشكل براجماتي نفعي مادي بحت، يضع المصلحة المصرية فوق أي اعتبار.. بعيدا عن شعارات الإخوة والنخوة والدين والعروبة (على اعتبار أنهم شعارات)
وأوضحت أن "الذي حدث من النظام المصري بصفقة شراء الغاز الإسرائيلي، هو تعمد صارخ للإضرار بمصالح مصر العليا، وطعنة لأمنها القومي، بوضع شريان الحياة للمصريين (الغاز الذي يضيء منازلهم وينير مدارسهم ومستشفياتهم ويُشغل مصانع غذائهم ودوائهم ووسائل معايشهم) بيد دولة احتلال توسعي لا تعترف بحدود ، ولم تتوقف لحظة (منذ إنشائها) عن اعلان مطامعها بالأراضي المصرية، وسبق وأن قامت باحتلال جزء عزيز من أراضينا، قبل أن نسترده منا بالجهد والنار والدماء، بالإضافة لكونه توريط قانوني لـ مصر، وجريمة أخلاقية ستشوه وجهها لعقود من الزمان .
واستدعت في إدانتها للنظام تصريح "للمقررة الأممية بالأمم المتحدة المعنية بفلسطين "فرانشيسكا ألبانيز" والتي تؤكد فيها بوضوح أن صفقة الغاز المصرية التي تستورد مصر بموجبها الغاز الإسرائيلي المسروق بقيمة 35 مليار دولار ، هو دعم غير مسبوق ولا يصدق من الحكومة المصرية لحكومة الاحتلال أثناء ارتكابها أكبر إبادة جماعية موثقة بالصورة والصورة في التاريخ الحديث ".
وأكدت أن صفقة الغاز مع الكيان " انتهاك صارخ لما أقرته محكمة العدل الدولية في عام 2024 حينما اتهمت إسرائيل بارتكاب جريمة الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني في الفترة ما بين أكتوبر 2023 ولحين صدور القرار.. ودعت دول العالم ومؤسساته المختلفة لمقاطعة الكيان الصهيوني على كافة المستويات".
وأكملت ما كتبته "البانيزي" فقالت في تغريدتها نصا : (يمكن لمصر أن تقول ما تشاء، لكن شراء غاز بقيمة 35 مليار دولار من إسرائيل ينتهك القانون الدولي، بما في ذلك الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية لعام 2024، وهو دعم لا يُصدق لإسرائيل خلال الإبادة الجماعية للفلسطينيين، يجب على الدول التوقف عن وضع الأرباح فوق الإنسانية).
ودعت إلى محاسبة لهؤلاء المطبعين "ز. نتوجه بالنداء للجيش المصري وجميع مؤسسات الدولة المصرية وشعبها الكريم، أن يتخذ موقفا إزاء تلك الجريمة ( بحق مصر قبل فلسطين) وهذا الانتهاك للقانون الدولي والإنساني ولكل معايير الشرف والمروءة والإنسانية والأخلاق
شاركونا بالنشر والتفاعل
بيان الثوري المصري
وفي تعليق أشبه ببيان ل"المجلس الثوري المصري" عبر @ERC_egy تحت عنوان (سنوات العار والألم ) قال: إنه "لم تعد كلمات الغاضبين قادرة علي التعبير عن حجم العار الذي يكلل به النظام المصري بعد أن فضح بشكل شديد الوقاحة مدى ارتباطه العضوي بالكيان الصهيوني".
فبعد الفضائح المتتالية منذ طوفان الأقصى بمشاركته في الحصار والتضييق علي الشعب الفلسطيني والمقاومة الفلسطينية و إغلاق أي منافذ لدعم الشعب الفلسطيني أثناء معركته النضالية؛ لم يشعر النظام بأي خجل من توقيع اتفاقية للغاز مع الكيان الصهيوني تقدر قيمتها بما يقرب من نصف تكلفة الإبادة الجماعية بالقطاع.".
وأضاف أنه كمجلس ثوري ".. منذ نشأته في 2014 أن ما حدث بمصر من تدمير لكل مكتسبات يناير 2011 كان بالأساس لصالح الكيان الصهيوني وأكدت الأيام والسنون ذلك، ولم يعد هناك أدنى شك أن مصر ليست فقط تحت حكم استبدادي فاشل فاسد؛ ولكنها تحت سيطرة الكيان الصهيوني ثروة وشعبا وسلطة."
واعتبر أن "هذا العار لم يلحق فقط بالنظام ولكنه يلحق بكل مصري يعيش علي أرض مصر وخارجها، وأصبح النضال ضد هذا النظام ليس فقط لإزاحة حكما استبداديا فاسدا، ولكنه أصبح واجبا حتميا لإنقاذ مصر من يد الصهاينة الذين يعتلون عرشها ".
ودعا لاستعادة مكانة ضيعها العسكر، "مصر التي كانت الحصن والدرع والسيف علي مدى ما يزيد عن ألف عام أصبحت تحت سيطرة الصهاينة العدو الوجودي لها، إننا في هذه الظروف لن نكرر دعواتنا لإسقاط النظام السياسي العسكري ولكن الدعوة الآن هو النضال لتحرير مصر وتحرير فلسطين، فلا تحرير لفلسطين بدون تحرير القاهرة.
https://x.com/ERC_egy/status/2002534956220797216
