بكار النوبي
في 25 مارس الماضي، استنكرت عائلة الباحث الإيطالي جوليو ريجيني ما أعلنته داخلية الانقلاب عن تصفيتها الجسدية لمن قتلوا ابنها.
وذكرت الأسرة- في بيان نشرته صحيفة "كورييرا ديلا سيرا"- أننا "نشعر بالمرارة تجاه المحاولات المتعددة التي تسعى من خلالها السلطات المصرية إلى تزييف الحقائق حول القتل البربري لابننا جوليو في القاهرة".
وأضافت، في البيان، أنها ما زالت على يقين من رد الحكومة الإيطالية القوي على محاولات التضليل التي تمارسها السلطات المصرية لإخفاء القتلة الحقيقيين لابنها، والتي أدت إلى قتل خمسة أشخاص لم يتم التحقق من أنهم القتلة أم لا.
وطالبت الأسرة الرأي العام الإيطالي بالالتفاف حول مطلب "نريد الحقيقة حول مقتل ريجيني"، منوها إلى أن الحكومة والمدعي العام الإيطالي والمواطنين لن يتركوهم وحدهم في حقهم في محاكمة القتلة الحقيقيين لابنهم جوليو.
أسرة "لانج": السيسي كاذب
وعلى خطى أسرة ريجيني، وفي أول تعليق لها على الحكم الذي أصدرته محكمة جنايات القاهرة على 6 متهمين فى قضية مقتل الفرنسي "إريك لانج" داخل قسم قصر النيل، انتقدت والدة الضحية القرار، معتبرة أنه جاء لذر الرماد في العيون.
وقضت محكمة جنايات القاهرة، برئاسة المستشار أسامة عبد الشافى، بالسجن 7 سنوات لـ6 متهمين فى قضية مقتل "لانج" داخل حجز قسم قصر النيل، في 2013، بالضرب حتى الموت، بعد إلقاء القبض عليه في أعقاب أحداث 30 يونيو 2013، وذلك بحضور القنصل الفرنسي وعدد من مسؤولى السفارة.
وقالت والدة الضحية "نيكولا بروست": "هذا هُراء"، معتبرة أن المذنبين الحقيقيين وراء مقتل ابنها ليسوا هم من يقبعون حاليا خلف القضبان.
وأضافت "هؤلاء اﻷشخاص لم يقتلوا ابني، أنا متأكدة من ذلك، الخبر الجيد الوحيد أنه لم يحكم عليهم باﻹعدام"، مشيرة إلى أنه خاب ظنها بسبب "العدالة الزائفة".
وأوضحت "مترو نيوز" أنه، في 6 سبتمبر 2013، أوقفت الشرطة المصرية "إريك لانج"، الذي كان يبلغ من العمر 49 عاما، واحتجز بقسم قصر النيل، لأنه لا يملك جواز سفره، وفي اليوم الثاني أمر القاضي باﻹفراج عنه.
وتابعت "وعلى الرغم من ذلك، فإن هذا المعلم الفرنسي الذي كان يعيش في مصر منذ 20 عاما، لم يطلق سراحه، وأبلغت أسرته بوفاته بعد أسبوع من ذلك".
وأكدت أنه وفقا للائحة الاتهام التي تلتها النيابة، تعرض "إريك لانج" للضرب في زنزانته من قبل ستة سجناء، لافتة إلى أن عائلته تقول إن هذا حدث بتواطؤ من الشرطة، حيث لا يمكن أن يحدث هذا دون علمهم.
وقالت والدته للصحيفة: "من المستحيل أن رجال الشرطة الموجودين في ذلك اليوم لم يسمعوا أي شيء.. كيف تعرض "إريك" لهذا الكم من العنف وهم لم يروا شيئا أو يسمعوا شيئا؟".
"نريد تحقيقا فرنسيا"
وأكدت صحيفة "مترو نيوز" أن أم وأخت إريك لانج- اللتين تقدمتا بشكوى ضد اثنين من رجال الشرطة ووزير الداخلية المصري بسبب "الاختطاف" و"عدم مساعدة رجل في خطر"- أشارتا إلى وجود تضارب في تقرير تشريح جثة إريك، فوفقا للتقرير المصري فإن سبب وفاة إريك هو "ارتجاج في المخ"، فيما قال التقرير الصادر عن مستشفى جامعة "نانت"، إنه "ربط من قدمه وتعرض للضرب حتى الموت".
هذا التناقض– بحسب الصحيفة- سلط عليه الضوء أيضا محامي المدانين في القضية خلال مرافعاته. وقال: إن إريك لانج تعرض للضرب حتى الموت بقضيب من حديد وكابلات الكهرباء، وأكد أنه يعتزم استئناف الحكم، وأن هذا العمل لا يمكن أن يكون إلا من قبل قوات النظام.
وقالت الصحيفة، إن الشرطة المصرية اتهمت من قبل منظمات حقوق الإنسان بتعذيب المعتقلين حتى الموت.
وأضافت "وفقا لمصدر دبلوماسي فإن قضية "إريك لانج" كانت محل نقاش خلال لقاء فرانسوا أولاند نظيره عبد الفتاح السيسي، خلال زيارة اﻷول لمصر، في أبريل الماضي.
لكن والدة "إريك" علقت قائلة: "الوضع لم يتغير"، وأضافت "الشيء الوحيد الذي ننتظره هو تحقيق فرنسي.. وحتى الآن فرنسا تخلت عنا.. ننحن نطالب فقط بالحقيقة".
Facebook Comments