كتب – بكار النوبي

وصل القاهرة، مساء اليوم الأحد 21 أغسطس 2016، وفد «إسرائيلي» رفيع المستوى، قادمًا من تل أبيب على متن طائرة خاصة، في زيارة قصيرة تستغرق ساعات.

وبحسب تصريحات مسئولين أمنيين، فإن الهدف المعلن من الزيارة هو بحث محاولات إعادة مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

ويضم الوفد 3 مسؤولين، لم يتم الكشف عن هوياتهم أو مناصبهم، لمقابلة مسئولين بحكومة الانقلاب في مصر؛  لبحث عدد من الملفات المشتركة، بالإضافة إلى استعراض تفاصيل مبادرة عبدالفتاح السيسي، قائد الانقلاب، والتي طرحها منتصف مايو الماضي؛ لإعادة مفاوضات السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل".

وفي منتصف مايوالماضي، دعا السيسي، الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، إلى ضرورة إعادة محادثات السلام المباشرة للسلام بينهما.

كما أعلن وزير الخارجية الفرنسي السابق، لوران فابيوس تبني بلاده مبادرة لعقد مؤتمر دولي في باريس قبل نهاية العام؛ بهدف الدفع باتجاه استئناف مفاوضات السلام الفلسطينية-الإسرائيلية، محذراً من أنه "في حال عرقلة بدء المفاوضات، فإنه من الممكن لباريس الاعتراف رسمياً بدولة فلسطين".

وتوقفت المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، نهاية أبريل 2014، دون تحقيق أية نتائج تذكر، بعد 9 أشهر من المباحثات برعاية أميركية وأوروبية؛ بسبب رفض إسرائيل وقف الاستيطان، وقبول حدود 1967 كأساس للمفاوضات، والإفراج عن معتقلين فلسطينيين قدماء في سجونها.

مبعوث نتنياهو الخاص

وأفردت صحيفة "معاريف" اليوم الأحد تقريرا مفصلا عن "إسحاق مولخو"  الذي وصفته بكاتم أسرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والذي يعزون إليه الفضل بتل أبيب في "تسخين" العلاقات بين مصر وإسرائيل، ويسميه البعض مهندس العلاقات بين الدولتين.

 وكشفت الصحيفة أن الزيارة التي قامت به وزير خارجية السيسي سامح شكري لنتياهو الشهر الماضي إنما جاءت ثمرة جهود وتحركات قام بها مولوخو من وراء الكواليس، استطاعت أن تنقل العلاقات بين القاهرة وتل أبيب إلى مرحلة جديدة من العمق والدفء.

وأشارت الصحيفة العبرية إلى أن نتنياهو شكر مبعوثه الخاص بعد إتمام الزيارة قائلا: «قبل أن نبدأ، أود تقديم الشكر للمستشار الخاص الموثوق فيه ومبعوثي الشخصي، إسحاق مولخو، لعمله على تعزيز العلاقات الإسرائيلية المصرية وإعداء هذا اللقاء الهام اليوم".

 “معاريف” قالت إن “مولخو” الذي شارك في اللقاء الدبلوماسي، ظل رفيقا لنتنياهو في قلب النشاطات الدبلوماسية، واللقاءات مع الممثلين الفلسطينيين والعرب منذ وصول رئيس الوزراء لمنصبه للمرة الأولى عام 1996.

من هو مولخو؟

وبعد أن استعرضت "معاريف" مكانة مولوخو ودوره الكبير في المفاوضات السرية مع المصريين والفلسطينيين والأردنيين تساءلت: إذن من هو “مولخو”؟ ولماذا وضع فيه نتنياهو كل ثقته؟ وكيف وصل المحامي المتخصص في القانون التجاري وقانون الشركات، إلى مقعد القيادة في إدارة مسألة رئيسية وحساسة كالمفاوضات مع مصر والأردن والسلطة الفلسطينية؟.

 وبحسب التقرير فإن من أفضح عن حقيقة مولوخو هو دينيس روس الدبلوماسي الأمريكي السابق الذي يعرفه جيدا منذ المفاوضات حول اتفاق الخليل عام 1997، أو محادثات اتفاق واري ريفر عام 1998. في هذه الفترة عمل "مولخو" مندوبا من قبل نتنياهو للرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات.

 عمل روس بالقرب من "مولخو" بين عامي 2012- 2014، التي دارت خلالها جولة مفاوضات سرية وغير مباشرة في لندن بينه وبين حسين أغا، الأكاديمي اللبناني المقرب من الرئيس الفلسطيني محمود عباس.

 يقول روس إن "مولخو" يتصف بالقدرة على العمل في سرية مطلقة، مضيفا "آخر ما يفكر فيه هو اهتمام الرأي العام".

 الباحث “ميخال هرتسوج” -شقيق إسحاق هرتسوج زعيم المعارضة في إسرائيل والذي رافق “مولخو” لسنوات في جولة المفاوضات مع الفلسطينيين- يقول :”يعمل في الخفاء. عندما تقابله، تعرف أن فحوى الحديث سيبقى بينكما. وإذا ما تسرب أمر ما، فستعلم أنه لم يكن السبب بل الآخرون. يعلم الجميع أن بإمكانهم الحديث معه دون أن ينكشفوا لأنه كتوم للغاية”.

وعن لقاءاته السرية بممثلي النظام المصري تقول “معاريف”:أكد مصدر رسمي كان حاضرا خلال مباحثات مولخو مع مندوبين مصريين أنه وعلى الرغم مع أن مولخو لا يتحدث العربية، فإنه يحظى بإصغاء كبير انطلاقا من حقيقة أنه “عندما يتحدث مع المصريين، يبدو وكأنه يتحدث بحنجرة رئيس الوزراء. فهو لا يخرج قيد أنملة عن الرسالة التي ينقلها من نتنياهو. وعندما يسمعونه يتحدث، فكأنما ينصتون لرئيس الوزراء نفسه”.

لكن ومع ذلك يرجع البعض هذه العلاقة بين نتنياهو و"مولخو" البالغ 72 عاما إلى صلة القرابة بينهما، فزوجة الأخير هي أخت ديفيد شمرون، ابن خال نتنياهو والشريك في مكتب المحاماة الذي كان يديره "مولخو".

 وبحسب الصحيفة فإن العلاقة بين نتنياهو وكاتم أسراره تعود لنحو 56 عاما عندما ترعرعا معا في حي "رحافيا" بالقدس المحتلة، الذي اشترى جد "مولخو" الأرض التي أقيم عليها الحي من الكنيسة الأرثوذوكسية اليونانية.

Facebook Comments